فهرس الكتاب
الصفحة 288 من 437

ب_ مادلت النصوص أنه وقع وهو في ازدياد إلى أن يستحكم قبل قيام الساعة، ومثاله تقارب الزمن، وإلقاء الشح، وتضييع الأمانة، وقلة العلم، وانتشار الزنا، وكثرة الزلال والخسوف.

عن أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - عليه السلام - حَدِيثًا لا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ غَيْرِي قَالَ: (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَقِلَّ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَتُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمُهُنَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ) [1] .

يقول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في بيان هذا النوع: (قَالَ اِبْنِ بَطَّال: وَجَمِيع مَا تَضَمَّنَهُ هَذَا الْحَدِيث مِنْ الأشْرَاط قَدْ رَأَيْنَاهَا عِيَانًا، فَقَدْ نَقَصَ الْعِلْم، وَظَهَرَ الْجَهْل، وَأُلْقِيَ الشُّحّ فِي الْقُلُوب، وَعَمَّتْ الْفِتَن، وَكَثُرَ الْقَتْل، قُلْت: الَّذِي يَظْهَر أَنَّ الَّذِي شَاهَدَهُ كَانَ مِنْهُ الْكَثِير مَعَ وُجُود مُقَابِله.

وَالْمُرَاد مِنْ الْحَدِيث اِسْتِحْكَام ذَلِكَ حَتَّى لا يَبْقَى مِمَّا يُقَابِلهُ إِلا النَّادِر، وَإِلَيْهِ الإِشَارَة بِالتَّعْبِيرِ بِقَبْضِ الْعِلْم فَلا يَبْقَى إِلا الْجَهْل الصِّرْف.

وَلا يَمْنَع مِنْ ذَلِكَ وُجُود طَائِفَة مِنْ أَهْل الْعِلْم؛ لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ حِينَئِذٍ مَغْمُورِينَ فِي أُولَئِكَ، وَيُؤَيِّد ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ اِبْنِ مَاجَهْ بِسَنَدٍ قَوِيّ عَنْ حُذَيْفَة قَالَ:"يَدْرُس الإِسْلام كَمَا يَدْرُس وَشْي الثَّوْب حَتَّى لا يَدْرِي مَا صِيَام وَلا صَلاة وَلا نُسُك وَلا"

(1) أخرجه البخاري، كتاب الأشربة، باب قوله تعالى:) إنما الخمر والميسر والأنصاب ... ) 5/ 2121

(5255) ، ومسلم كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان 4/ 2056 (2671)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام