فهرس الكتاب
الصفحة 282 من 437

من يغير اسمه واسم أبيه، أو يدعي الانتساب إلى آل البيت الشريف، متناسين أن المنتظر تصنعه المهدية، لكنه لا يصنعها ولا يصطنعها) [1] .

ويقول في معرض ذكر شروط صحة ترقب ما سيقع من الأشراط: (أن تبقى هذه الأشراط في دائرة التوقع المظنون، دون أن نتكلف إيجادها بإجراءات من عند أنفسنا؛ لأنها أمور كونية قدرية واقعة لا محالة، ولم نخاطب باستخراجها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة) [2] .

ومن الأمثلة على افتعال واقع معين أو أحداث لتنزل عليها النصوص:

أ) ما وقع من محمد بن عبدالله بن الحسن الملقب بالنفس الزكية - رحمه الله -، حين تلقب بالمهدي، قال الإمام ابن كثير - رحمه الله: (تلقب بالمهدي طمعاً أن يكون هو المذكور في الأحاديث، فلم يكن به، ولا تم له ما رجاه، ولا ما تمناه، فإنا لله) [3] .

ب) ما وقع للخليفة العباسي المهدي، قال الإمام ابن كثير - رحمه الله: (وإنما لقب بالمهدي رجاء أن يكون الموعود به في الأحاديث فلم يكن به وإن اشتركا في الاسم، فقد افترقا في الفعل، ذاك يأتي آخر الزمان عند فساد الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت فجوراً وظلماً، وقد قيل إن في أيامه ينزل عيسى بن مريم بدمشق) [4] .

ج) ما ذكره محمد بن رسول البرزنجي - رحمه الله - قال: (وظهر قبل تأليفي لهذا الكتاب بقليل، رجل بجبال عقر أو العمادية من الأكراد يسمى عبدالله، ويدعي أنه شريف حسيني، وله ولد صغير ابن اثنتي عشرة سنة أو أقل أو أكثر، قد سماه محمداً ولقبه المهدي، فادعى أن ابنه هو المهدي الموعود، وتبعه جماعة كثيرة من القبائل، واستولى على بعض القلاع، ثم ركب عليه والي الموصل، ووقع بينهم قتال وسفك دماء، وقد

(1) المهدي وفقه أشراط الساعة ص 631.

(2) المرجع السابق ص 696.

(3) البداية والنهاية 10/ 501.

(4) المرجع السابق 10/ 576.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام