فهرس الكتاب
الصفحة 283 من 437

انهزم المدعي وأخذ هو وابنه إلى اسطنبول، ثم إن السلطان عفى عنهما، ومنعهما من الرجوع إلى بلادهما وماتا جميعا) [1] .

3_ ليس شرطاً أن تربط كل فتنة وحدث بنصوص الفتن وأشراط الساعة على وجه التحديد والتعيين:

الوقائع والحوادث والفتن على مر العصور كثيرة ومستمرة، ولايكاد يحصها أحد إلا الله تعالى، وقد كتب العلماء وألفوا في تأريخ البلدان والشعوب والأفراد مؤلفات عدة، ومع ذلك لم يدع أحد منهم الإحاطة بكل شيء، ولم أقف على قول لأحد من أهل العلم يدعي فيه أن كل وقعة وحدث وفتنة أن في النصوص مايدل عليها بذاتها على وجه التحديد، نعم قد تدخل في عموم بعض النصوص، وقد تشير لها بعض النصوص.

والأمة قد مرت بفتن كبيرة وأحداث جسام وقعت على مدار التأريخ، ولم تشر لها النصوص على وجه التحديد والتعيين ومن ذلك هدم الكعبة في عهد الحجاج، واعتدي على الحجيج في المسجد الحرام وأُخذ الحجر الأسود أيام القرامطة، ووقعت الحروب الصليبية، وإحترق المسجد الأقصى في ظل الاحتلال، وليس فيما بين أيدينا من نصوص إشارة إلى مثل هذه الحوادث.

فلا يصح والحالة هذه أن تفتعل صلة بين النصوص وهذه الحوادث فتحمَّل ما لا تحتمل، أو تلوي أعناقها لتدل عليها.

وهذا ماوقع فيه كثير من الكتاب في هذا الباب، ما إن تقع بالمسلمين فتنة أو مصيبة إلا ويبادرون بإخراج الكتاب تلو الكتاب، ويسوقون النصوص الكثيرة للدلالة على ذلك الحدث، وإذا قرأت وفتشت لم تجد صلة بين الأمرين ووجدت جهلاً وتعالماً وسوء فهم.

(1) الإشاعة ص 255.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام