إن رسول الله - عليه السلام - قال لنا ذات يوم: (كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب) [1] ، فتأمل تجليتها للواقع بقولها أي ماء هذا؟ فلما أجيبت بما أجيبت قالت: (ما أظنني إلا راجعة) .
وعن عبد الله بن صفوان يقول: أخبرتني حفصة أنها سمعت النبي - عليه السلام - يقول: (ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم ثم يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم) فقال رجل: أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة وأشهد على حفصة أنها لم تكذب على النبي - عليه السلام -. [2]
وفي رواية: (فلما جاء جيش الحجاج ظننا أنهم هم فقال رجل أشهد عليك أنك لم تكذب على حفصة وأن حفصة لم تكذب على النبي - عليه السلام -) [3] .
وجاء عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنه سمعه قال: كأني أنظر إلى الكعبة يهدمها رجل من الحبشة أصيلع أفيدع. قال مجاهد: فلما هدمها ابن الزبير جئت لأنظر أرى ما قال فيه، فلم أر مما قال شيئا. [4]
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 52، وابن حبان في صحيحه، باب ذكر الإخبار عن خروج عائشة أم المؤمنين إلى العراق 28/ 5 (6856) وقال فيه ابن كثير: إسناده على شرط الصحيحين ولم يخرجوه (البداية والنهاية 6/ 241) ، وقال الذهبي: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجوه
(سير أعلام النبلاء 2/ 125) ، وقال ابن حجر: وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار، وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح (فتح الباري 13/ 55) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1/ 767 (474) .
(2) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت 4/ 2209 (2883) .
(3) أخرجه ابن ماجه، كتاب الفتن، باب جيش البيداء 2/ 1350 (4063) .
(4) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ص 486 (1873) ، وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 460، وإسناده صحيح.