فهرس الكتاب
الصفحة 279 من 437

قال سالم: سمعت ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: انطلق بعد ذلك رسول الله - عليه السلام - وأبي بن كعب الأنصاري، يؤمان النخل التي فيها ابن صياد، حتى إذا دخل رسول الله - عليه السلام -، طفق رسول الله - عليه السلام - يتقي بجذوع النخل، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه، وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمرمة،

أو زمزمة، فرأت أم ابن صياد النبي - عليه السلام - وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: أي صاف، وهو اسمه، هذا محمد، فثار ابن صياد.

قال رسول الله - عليه السلام: (لو تركته بين) .

قال سالم: قال عبد الله: - رضي الله عنه - قام رسول الله - عليه السلام - في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكرالدجال فقال: (إني أنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور) [1] .

وهكذا فعل الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم في التحقق من الوقائع والحوادث قبل القطع والجزم بالتنزيل ومن ذلك:

أ_حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قتاله للخوارج وبحثه عن ذي الثدية [2] .

ب_ وكذلك قصة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - حين بلغت الحوأب.

فعن قيس قال: لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب [3] ، قالت: ما أظنني إلا أني راجعة، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون، فيصلح الله - عز وجل - ذات بينهم، قالت

(1) أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام 1/ 454 (1289) ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد

(2) سبق تخريجه ص 275.

(3) الحوأب من مياه العرب على طريق البصرة، وقيل سمي الحوأب بالحوأب بنت كلب بن وبرة، انظر: معجم البلدان 2/ 314.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام