فهرس الكتاب
الصفحة 273 من 437

فرجعوا فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم، قال: وقتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان.

فقال علي - رضي الله عنه: التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه، فلم يجدوه فقام علي - رضي الله عنه - بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض.

قال: أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض، فكبر، ثم قال: صدق الله وبَلَّغ رسوله، قال: فقام إليه عبيدة السلماني، فقال: يا أمير المؤمنين ألله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله - عليه السلام -.

فقال: إي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له. [1]

هـ_ وقالت أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - في قصة مقتل ابن الزبير - رضي الله عنه - وهي تخاطب الحجاج: (أما إن رسول الله - عليه السلام - حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا إخالك إلا إياه قال فقام عنها ولم يراجعها) [2] ،

قال الإمام النووي - رحمه الله: (وَقَوْلهَا فِي الْكَذَّاب:(فَرَأَيْنَاهُ) تَعْنِي بِهِ الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد الثَّقَفِيّ، كَانَ شَدِيد الْكَذِب، وَمِنْ أَقْبَحه اِدَّعَى أَنَّ جِبْرِيل - عليه السلام - يَأْتِيه. وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَذَّابِ هُنَا الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد، وَبِالْمُبِيرِ الْحَجَّاج بْن يُوسُف، وَاَللَّه أَعْلَم) [3] .

وبعض الكتاب الذين خاضوا في تنزيل النصوص على الواقع يعرضون الأمر على سبيل القطع والجزم، بل ويصل الحال ببعضهم إلى القسم والحلف بالله تعالى، وهم بهذا قد ركبوا مالاطاقة لهم به وتكلفوا من الأمر مالايطيقون، وحملوا أنفسهم أيماناً كانوا منها في حل.

ومن الأمثلة عليه:

(1) أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج 2/ 748 (1066) .

(2) أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها 4/ 1971 (2545) .

(3) شرح صحيح مسلم للنووي 16/ 100.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام