أ_ قوله - عليه السلام - في عمار بن ياسر - رضي الله عنهما: (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار) [1] ، وقد قتل - رضي الله عنه - في معركة صفين فوقع الجزم من العلماء بأن فئة معاوية باغية على علي ومن معه.
ب_ ومثله ما جرى لعثمان بن عفان - رضي الله عنه - من بلاء أخبر به النبي - عليه السلام -.
ج_ وكذا ما جرى من الحسن بن علي - رضي الله عنه - من أمر الصلح، وما جرى على الحسين - رضي الله عنه -.
د_ ومن ذلك ماجرى في عهد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قتاله للخوارج وبحثه عن ذي الثدية، فعن زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي - رضي الله عنه - الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي رضي الله عنه: أيها الناس إني سمعت رسول الله - عليه السلام - يقول: (يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم - عليه السلام -، لاتَّكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلاً له عضد، وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض) .
قال علي - رضي الله عنه: فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على اسم الله.
قال سلمة بن كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلاً حتى قال: مررنا على قنطرة فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء،
(1) أخرجه البخاري، كتاب المساجد، باب التعاون في بناء المساجد 1/ 171 (436) ، ومسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون
مكان الميت من البلاء 4/ 2235 (2915)