وهي العلامات غير القابلة للتكرار مع غير المهدي الحقيقي، ولا يستطيع مدعي المهدية أن يفتعلها، أو يتكلف إيجادها، أو يدعي أنها وقعت بالفعل، وهي:
نزول عيسى - عليها السلام - في زمانه من السماء، واجتماعه به، وصلاته - عليها السلام - أول نزوله خلف المهدي، ثم قتله للدجال [1] .
8 _ الاشتراك في الاسم والصفة بين النص والواقع لايلزم منه التطابق:
وهذا له ارتباط بالضابط السابق، لكني أفرده لأهميته، وذلك أن بعض النصوص في الفتن وأشراط الساعة تنص على مسميات معينة، أوألقاب، أو صفات، وقد يوجد في الواقع ما يطابقها أي من جهة التطابق في الاسم والصفة، فيعمد البعض إلى تنزيلها على الوقائع أو الأشخاص بمجرد تطابق صفة أو اسم، دون النظر في بقية الصفات الأخرى، ومدى استكمال الواقعة للصفات الواردة في النص.
والأمثلة على هذا كثيرة جداً ومنها:
أ) الأحاديث المخبرة عن المهدي فإنها بينت اسم المهدي وصفاته ووقت خروجه، فقام البعض بإنزال المهدي على كل من تطابق اسمه مع المهدي، وبعضهم غير اسمه أو اسم ولده ليطابق اسم المهدي كما في النصوص دون النظر في صفاته الأخرى، من كونه مستقيماً على منهاج النبوة، متمسكاً بالعقيدة الصحيحة، بريئاً من البدع.
يقول الإمام ابن كثير - رحمه الله:
(وقد نطقت هذه الأحاديث التي أوردناها آنفا بالسفاح والمنصور والمهدي، ولا شك أن المهدي الذي هو ابن المنصور ثالث خلفاء بني العباس ليس هو المهدي الذي وردت الأحاديث المستفيضة بذكره، وأنه يكون في آخر الزمان، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً) [2] .
(1) انظر: المهدي وفقه أشراط الساعة ص 575.
(2) البداية والنهاية 6/ 634.