فهرس الكتاب
الصفحة 238 من 437

ب_ دعوى البعض أن الدابة التي أخبر عنها القرآن والسنة هي الجراثيم والحشرات التي تفتك بالإنسان وجسمه وصحته، وبأمواله زروعاً ومواشي.

وقد ذكر أبو العباس القرطبي - رحمه الله: أن بعضهم ادعى أن الدابة إنما هي إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر، ويجادلهم فينقطعوا فيهلك من هلك عمن بينه، ويحيى من حي عن بينه لقوله تعالى {تُكِلمهم} .

وهذا القول لا يجعل الدابة آية خارقة للعادة، ولا تكون من جملة العشر الآيات المذكورة في الحديث؛ لأن وجود المناظر والمحتجين على أهل البدع كثير، فلا آية خاصة بها فلا ينبغي أن تذكر مع العشر.

ثم إن تسمية الإنسان المناظر الفاضل العالم باسم الدابة خروج عن عادة الفصحاء، وعن تعظيم العلماء وليس ذلك من دأب العقلاء [1] .

يقول الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - [2] راداً على من تأول معنى الدابة وحرفه إلى معانٍ أخرى لا تدل عليه لغة العرب: (والآية صريحة بالقول العربي أنها"دآبة"ومعنى"الدابة"في لغة العرب معروف واضح، لا يحتاج إلى تأويل) [3] .

(1) انظر: المفهم 7/ 230، و تفسير القرطبي 13/ 236، والتذكرة 3/ 1334، والقناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة للسخاوي ص 57.

(2) هو أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر، من آل أبي علياء، يرفع نسبه إلى الحسين بن علي: عالم بالحديث والتفسير، مصري. مولده في القاهرة عام 1309 هـ، وأبواه من بلاد (جرجا) بصعيد مصر، سماه أبوه (أحمد، شمس الأئمة أبا الأشبال) ، وقد عين في بعض الوظائف القضائية، ثم كان قاضياً ورئيساً للمحكمة الشرعية. وتوفي عام 1377 هـ، من مؤلفاته: شرح مسند الإمام أحمد بن حنبل، وعمدة التفسير في اختصار تفسير ابن كثير. انظر: الأعلام 1/ 253.

(3) مسند الإمام أحمد بشرح الشيخ أحمد شاكر 15/ 82.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام