ويقول الدكتور وهبة الزحيلي: (إن النص القرآني أو النبوي يجب أن يفهم بحسب قواعد اللغة العربية المعتمدة عند جماهير اللغويين؛ لأن هذا النص جاء بلغة العرب ولايلتفت إلى المعاني الشاذة التي يتكيء عليها بعض الكاتبين البعيدين أصلاً عن اختصاص الشريعة واللغة تحت شعار مايسمى بالقراءة المعاصرة، فنحن كلنا مع التجديد والمعاصرة ومواكبة العصر بشرط عدم الإخلال بأصول اللغة واللسان العربي، ومااستقر عليه حكم الشارع في ضمير أو وجدان الأمة وتطبيقه على مدى القرون المتتالية، وهل عقول ملايين الأمة الإسلامية أحق بالتسفيه والتخطئة، أو عقول متطفلي المعرفة وإن كان لهم اختصاص بعلم دنيوي هندسي أو كهربائي مثلاً أو لا اختصاص لهم البتة) [1] .
والمتأمل في حال الصحابة رضوان الله عليهم يجد أنهم كانوا حريصين على تفهم معاني أحاديث النبي - عليه السلام - والسؤال عما أشكل عليهم، مع أن الوحي نزل بلغتهم، وكانوا أعلم بها، ولم يمنعهم ذلك من التحقق والتبين من معاني النص.
ومع بيان هذا الضابط ووضوحه إلا أن بعض من كتب في أشراط الساعة قد تنكب الصراط، وأتى بالعجائب.
ومن الأمثلة عليه:
أ_ مافعله بعضهم من تنزيل آية سورة التوبة قوله تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109] وقد سبق مناقشة هذا التنزيل [2] . والشاهد منه هو حمل اللفظة العربية التي نزل بها القرآن وهي قوله {جُرُفٍ هَار ٍ} على كلمة انجليزية أجنية وهي اسم الشارع الذي وقع فيه الحدث.
(1) قراءة وضوابط في فهم الحديث النبوي، ط. الأولى (دمشق: دار المكتبي 1420 هـ) ص 10.
(2) ص 173.