أساسه ما فهمه السلف من المعاني، ولا يكون مناقضا ومخالفا لها. فتظل معاني السلف للنصوص هي الأصل والمحور الذي يتسع وينساح لكل جديد من علوم.
وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية - رضي الله عنه - بقوله:(يحتاج المسلمون إلى شيئين:
أحدهما: معرفة ما أراد الله ورسوله بألفاظ الكتاب والسنة، بأن يعرفوا لغة القرآن التي بها نزل.
وما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر علماء المسلمين في معاني تلك الألفاظ؛ فإنّ الرسول لمّا خاطبهم بالكتاب والسنة عرّفهم ما أراد بتلك الألفاظ، وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن أكمل من حفظهم لحروفه، وقد بلّغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم ممّا بلغوا حروفه) [1] .
ويقول أيضاً: (فدلالات الكتاب والسنة مبنية على معرفة أوضاع من نزل القرآن بلسانه، وبعث الرسول فيه) [2] .
ويقول الإمام الشاطبي - رحمه الله - [3] : (لابد في فهم الشريعة من اتباع معهود الأميين _ وهم العرب الذين نزل القرآن بلسانهم _، فإن كان للعرب في لسانهم عرف مستمر فلايصح العدول عنه في فهم الشريعة، وإن لم يكن ثمة عرف فلايصح أن تجري في فهمها على مالاتعرفه، وهذا جارٍ في المعاني والألفاظ والأساليب) [4] .
(1) الفتاوى 17/ 353، وانظر: الموافقات 2/ 88، 131، 3/ 248، وشرح العقيدة الطحاوية ص 195، وجامع بيان العلم وفضله 2/ 1132.
(2) تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل، تحقيق: على بن محمد العمران ومحمد عزيز شمس،
ط. الأولى (الرياض: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع 1425 هـ) 2/ 487.
(3) الشاطبي: هو إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطي، أصولي حافظ، من أهل غرناطة. توفي عام 790 هـ.
وكان من أئمة المالكية. له مؤلفات متعددة اشتملت على تحرير للقواعد، وتحقيقات لمهمات الفوائد منها: الموافقات في أصول الفقه. انظر: الأعلام 1/ 71، ومعجم المؤلفين 1/ 118_119.
(4) الموافقات 2/ 131.