فهرس الكتاب
الصفحة 235 من 437

لقد أنزل الوحي بلسان عربي مبين، وخوطب به العرب بلغتهم كما قال تعالى:

{إنا أنزلناه قرآناً عربياً} [يوسف: 2] .

والنبي - عليه السلام - خاطب الناس والصحابة باللغة العربية والتراكيب التي يفهمون بها الخطاب.

والذي ينبغي أن تفهم النصوص عامة، ونصوص الفتن وأشراط الساعة خاصة على ضوء هذا الأمر.

قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه: (إنما هذا القرآن كلام فضعوه على مواضعه ولاتتبعوا فيه أهواءكم) [1] .

يقول الإمام الشاطبي - رحمه الله: (أي فضعوه على مواضع الكلام، ولاتخرجوه عن ذلك فإنه خروج عن الطريق المستقيم إلى اتباع الهوى) [2] .

ومعاني ألفاظ القرآن والحديث ينبغي أن تفهم في ظل:

أ_ لغة العرب في عهد ظهور الإسلام، وليس بحسب ما تولد بعد ذلك واستجد فيها من معان. وقد قامت جهود ضخمة لحفظ لغة القرآن والسنة وبقائها حية مستمرة، مع تطاول العهد وتطور اللسان العربي وتغيره.

ب_ وفي حدود المعاني التي فهمها السلف من الصحابة والتابعين ومن تبع نهجهم من العصور التالية.

ولا يعني ذلك جمود معاني القرآن والسنة على التراث المنقول عن السلف، إذ أن معاني القرآن يمكن أن تتسع وتستوعب معاني جديدة بحسب اتساع المعارف والتجارب البشرية المتراكمة، لكن اتساع معاني القرآن والسنة هذا ينبغي أن يكون

(1) أخرجه الإمام أحمد في الزهد، تحقيق: محمد جلاف شرف، ط. (بيروت: دار النهضة العربية 1981 م) ص 46.

(2) الاعتصام 2/ 41.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام