فهرس الكتاب
الصفحة 227 من 437

ويقول الإمام القرطبي - رحمه الله: (قال علماؤنا رحمة الله عليهم: هذه ثلاث عشرة علامة جمعها أبو هريرة في حديث واحد، ولم يبق بعد هذا ما ينظر فيه من العلامات والأشراط في عموم إنذار النبي - عليه السلام - بفساد الزمان، وتغيير الدين وذهاب الأمانة ما يغني عن ذكر التفاصيل الباطلة والأحاديث الكاذبة في أشراط الساعة) [1] .

ولذا نجد أن بعض العلماء قد انتقدوا كتباً في الفتن وأشراط الساعة؛ لأنها ذكرت بعضاً من الأحاديث الضعيفة، مع أنه يمكن الاعتذار لهم بإيرادهم للأحاديث الضعيفة بالأسانيد.

يقول القرطبي - رحمه الله - عن كتاب السنن الواردة لأبي عمرو الداني - رحمه الله: (وكنت بالأندلس قد قرأت أكثر كتب المقريء أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان وتوفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة، فمن تواليفه: كتاب السنن الواردة في بالفتن وغوائلها والأزمنة وفسادها والساعة وأشراطها، وهو مجلد مزج فيه الصحيح بالسقيم لم يفرق فيه بين بسر وظليم، وأتى بالموضوع وأعرض عما ثبت من الصحيح المسموع) [2] .

وكذلك كتاب الحافظ نعيم بن حماد - رحمه الله -، يقول الإمام الذهبي - رحمه الله - عنه: (وقد صنف كتاب الفتن فأتى فيه بعجائب ومناكير) . [3]

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله: (الاستدلال بما لا تُعلم صحته لا يجوز بالاتفاق، فإنه قول بلا علم، وهو حرام بالكتاب والسنة والإجماع) [4] .

المرجع في تصحيح الأحاديث وتضعيفها:

ينبغي أن يعلم أن المرجع في بيان صحيح الحديث من ضعيفه إنما هو إلى أهل العلم بالحديث فهم المؤهلون وحدهم لبيان صحيح الخبر من سقيمه وقويه من ضعيفه.

(1) التذكرة 3/ 1220.

(2) المرجع السابق 3/ 1197.

(3) سير أعلام النبلاء 10/ 610.

(4) منهاج السنة 7/ 168.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام