فهرس الكتاب
الصفحة 228 من 437

ولايصح الاعتماد على العقل في الحكم على الأحاديث كما فعل محمد فهيم أبو عبية [1] في تعليقه على كتاب الحافظ ابن كثير (النهاية في الفتن والملاحم) حيث وضع عنواناً على الأحاديث الواردة في ابن صياد وبعضها في صحيح الإمام البخاري فقال:

(مرويات مرفوضة؛ لأنها لا تصدق عقلاً، ليس بمعقول صدورها عن الرسول - عليه السلام -) [2]

وقال في مقدمة الكتاب: (بل إننا اضطررنا إلى أن نسقط بعض المرويات التي ضمنها المؤلف كتابه، لما حوت من معنى لايتفق والعقل ولايتسق والدين) [3] .

يقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني راداً على أبي عبية ومبيناً عبثه بكتاب الحافظ ابن كثير: (وجملة القول: أن تحقيق الرجل لهذا الكتاب -وتعليقه عليه بمثل هذه التعليقات- لأكبر دليل على أنه ليس أهلاً لتحقيق رسالة صغيرة لعالم فاضل من السلف! فكيف يكون أهلاً لتحقيق سفر ضخم لكتاب الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى؟! وأن يصحح الأحاديث الضعيفة، ويضعف الصحيحة جزافاً دون التزام لقواعد أهل النقد والمعرفة بالجرح والتعديل، وأن يتأولها خلافاً لأهل العلم؟! وهو من الجهل إلى درجة لا تخطر على بال أحد! وماذا يقول العاقل في رجل ... لا يفهم معنى قوله - عليه السلام - في الذين يدخلون الجنة بغير حساب:(لا يسترقون) ، فيقول في تعليقه عليه (2/ 66) : (أي: لا يتجسسون بآذانهم على الناس ... ويسمى هذا العلم استراق السمع) ؟! فلم يعلم هذا (الفهيم) المسكين أن هذا الفعل من الرقية، وأن السين في سين الطلب، وليس من السرقة التي السين فيها أصلية!) [4] .

(1) وكذلك فعل محمد فريد وجدي في دائرة معارفه 8/ 795 عندما تحدث عن الدجال.

(2) النهاية في الفتن والملاحم 1/ 104.

(3) المرجع السابق 1/ 5.

(4) قصة المسيح الدجال ص 21.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام