الأحاديث النبوية وتفسير الآيات القرآنية الكريمة بما يناسب الواقع، ويواكب المنطق، ويتسق ونظرة الحياة أولى من السبح في أجواء من الخيال ... ) [1] .
2)أنها نوع من الحشرات الموجودة الآن:
وذهب إليه محمد فريد وجدي [2] .
والقول بأنها الجراثيم أو نوع من الحشرات مردود من عدة أوجه منها:
الوجه الأول:
أن هذا التفسير فيه تكذيب للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر به عن هذه الدابة، وقد صحت الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في خروجها.
الوجه الثاني:
أن الجراثيم وكذا الحشرات لا تحصى، وأما دآبة الأرض، فإنما هي دآبة واحدة كما يدل على ذلك ظاهرة القرآن والسنة.
الوجه الثالث:
أن الجراثيم والحشرات موجودة منذ القدم وهي تنتشر في جميع أرجاء الأرض، والدابة كما في النص القرآني والسنة توجد في آخر الزمان.
الوجه الرابع:
أن الجراثيم لا ترى بالعين المجردة، وإنما عبر المكبرات، فكيف تكلم الناس وتخاطبهم، ويتضح هذا بالوجه الخامس.
الوجه الخامس:
ورد في الأحاديث أن الدابة تسم الناس على وجوههم بالكفر والإيمان، فتجلو وجه المؤمن، وتخطم أنف الكافر، والجراثيم لا تفعل شيئاً من ذلك.
(1) النهاية في الفتن والملاحم 1/ 5،190، 194
(2) دائرة معارف القرن العشرين 4/ 14.