فهرس الكتاب
الصفحة 182 من 437

وبعض المؤلفين والكتاب لم يستوعب هذه الآية العظيمة، فقام بتنزيل هذه الدابة على بعض الموجود في عصره ومن ذلك:

1)أنها إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر، ويجادلهم:

وقد ذكر هذا عن بعضهم كلاً من أبي العباس القرطبي والإمام السخاوي رحمهما الله تعالى.

وهذا القول لا يجعل الدابة آية خارقة للعادة، ولا تكون من جملة العشر الآيات المذكورة في الحديث؛ لأن وجود المناظر والمحتجين على أهل البدع كثير، فلا آية خاصة بها فلا ينبغي أن تذكر مع العشر.

ثم إن تسمية الإنسان المناظر الفاضل العالم باسم الدابة خروج عن عادة الفصحاء، وعن تعظيم العلماء وليس ذلك من دأب العقلاء [1] .

2)أنها الجراثيم:

وممن قال بهذا الشيخ محمد فهيم أبو عبية حيث يقول: (ولعل المراد بالدابة هي تلك الجراثيم الخطيرة التي تفتك بالإنسان وجسمه وصحته، وبأمواله زروعاً ومواشي، جزاءً له على بعض ما تجني يداه من إثم ونكر، وقصاصاً على بعض تعديه لحدود الله وما شرع لعباده، والجراثيم الضارة الشديدة الخطورة منتشرة في كل مكان تكاد تغطي مساحة الأرض وتملأ طبقات الجو، وهي تجرح وتقتل، ومن تجريحها وأذاها كلمات واعظة للناس لو كانت لهم قلوب ترجع بهم إلى الله ودينه، وتلزمهم الحجة التي ضلوا عنها، وتركوها وراءهم ظهرياً، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال، وحمل صحاح

(1) انظر: المفهم لأبي العباس القرطبي 7/ 230، و الجامع لأحكام القرآن، لأبي عبدالله القرطبي، تحقيق: أبو إسحاق إبراهيم أطفيش، ط. الثانية (بدون: 1372 هـ/1952 م) 13/ 236 والتذكرة 3/ 1334 والقناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة ص 57

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام