فهرس الكتاب
الصفحة 176 من 437

وقال أيضاً: (وما يقوم به الدجال من أعمال يظنها غير المسلم) معجزات) ليس راجعاً لما يقوله:) لا. هـ. ستيفنس): من أنه سيكون حائزاً على قوة خارقة للطبيعة، إنما لإحاطته المكينة بعلوم الفيزياء، وتوصله إلى قوانين علمية لو أحاطت بها عقول أخرى غيره، وبذلت مزيداً من الجهد والبحث والتجارب لتوصلت إليها!! ومستغلاً في ذلك أطباقه الطائرة التي يمكنها التوقف في الجو، لتدور حول نفسها بسرعة مخيفة تبطل قانون الجاذبية، ويمكنها من الاختفاء عن الأعين؛ لأن سرعة الالتفاف تحدث ذبذبات لا تلتقطها العين البشرية، وفي هذه اللحظة تُسقط الأطباق على الأرض! إشعاعات مصورة بدقة كتلك الصادرة عن الأفلام في دور السينما، ولكنها أكثر إتقاناً وأعظم تقنية كأنها ضوء لا مرئي، فتتمثل على الأرض الجنة الوهمية بزروعها وأشجارها ونسائها، وبما يشبه العرايا، وتتمثل صورة عن الجحيم المتقد والنيران المشتعلة، ولكن جنته في الحقيقة ما هي إلا نار مهلكة؛ لأنها انعكاسات لإشعاعات خطيرة، كتلك التي انبعثت من بعض أطباقه الطائرة فاحترقت، وهذا هو السر في أن رواية مسلم - وهي أصح الروايات، قد اكتفى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (فالتي يقول إنها الجنة هي النار)

ولم يقل: (والتي يقول إنها النار هي الجنة) [1] ؛ لأنها في الغالب نار حقيقية أشعلها أيضاً بوسائل علمية، وكم في الكيمياء والفيزياء من عجائب) [2] .

ويلحظ في هذا النص مدى التأثر الواضح بالمخترعات المادية مما جعل الكاتب يتصور أن الدجال سوف يستفيد من التقنية، بل ويأتي بتقنية جديدة، ويخترع وسائل دقيقة لم يسبق للبشرية الوصول إليها.

(1) لقد غاب عن الكاتب أن الإمام مسلم روى عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:) الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشعر، معه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار) مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفتة ومامعه 4/ 2248 (2934) .

(2) هل الدجال يحكم العالم ص 60.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام