وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله:(فلهذا تجد عامة من في دينه فساد يدخل في الأكاذيب الكونية، مثل أهل الاتحاد فإن ابن عربي في كتاب عنقاء مغرب وغيره أخبر بمستقبلات كثيرة عامتها كذب، وكذلك ابن سبعين.
وكذلك الذين استخرجوا مدة بقاء هذه الأمة من حساب الجمل من حروف المعجم الذي ورثوه من اليهود، ومن حركات الكواكب، الذي ورثوه من الصابئة كما فعل أبو نصر الكندي وغيره من الفلاسفة، وكما فعل بعض من تكلم في تفسير القرآن من أصحاب الرازي، ومن تكلم في تأويل وقائع النساك من المائلين إلى التشيع، وقد رأيت من أتباع هؤلاء طوائف يدعون أن هذه الأمور من الأسرار المخزونة والعلوم المصونة، وخاطبت في ذلك طوائف منهم، وكنت أحلف لهم أن هذا كذب مفترى، وأنه لا يجري من هذه الأمور شيء، وطلبت مباهلة بعضهم؛ لأن ذلك كان متعلقاً بأصول الدين وكانوا من الاتحادية الذين يطول وصف دعاويهم) [1] .
تنبيه:
ومما يلحق بهذا ما قام به البعض من الاستدلال بالآية رقم (109) من سورة التوبة، على ما جرى في أمريكا من أحداث في تاريخ 11/ 9/2001 م، ونص الآية: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109] .
قالوا: إن الآية تقع في الجزء الحادي عشر من القرآن الكريم، ورقم السورة (9) قالوا: اليوم الذي وقعت فيه الحادثة بعدد الجزء الذي فيه السورة، ورقم السورة هو رقم الشهر الذي وقعت فيه الحادثة، وعدد الأحرف بزعمهم من بداية السورة إلى قوله)
(1) الفتاوى 4/ 79.