فانهار به) (2001) حرفاً، وهي السنة التي وقعت فيها الحادثة، واسم الشارع بزعمهم (جورف هار) وأشار إليه بقوله) على شفا جرف هار) ورقم الآية بعدد طوابق المبنى الذي انهار وهو (109) طابق.
ومن يتأمل ويدقق في هذا الاستنتاج يرى أنه بعيد عن الصواب، إن لم يكن نوع عبث بمعاني كتاب الله تعالى، ويتبين ذلك بعدد من الأوجه منها:
1.أن التوقيت الميلادي لا اعتبار له في شرعنا، فكيف تكون معجزة - كما زعموا- قرآنية وهي بتاريخ ميلادي؟.
2.أن هذه التنسيق بين الأرقام هو من فعل هؤلاء الزاعمين، ولا يوجد دليل من القرآن أو من السنة يدل على هذا الترابط بين هذه الأرقام، ولا على المعنى أيضا.
وتفسير الآية كما ذكر الإمام ابن كثير / أن الله تعالى يقول:
(لا يستوي من أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان، ومن بنى مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل، فإنما بنى هؤلاء بنيانهم على شفا جرف هار أي طرف صغيرة ومثاله في نار جهم) [1]
3.أن سورة التوبة تبدأ في الجزء العاشر وتنتهي في الجزء الحادي عشر، والآية تقع في الجزء الحادي عشر.
فمن أين توصل هؤلاء إلى أن رقم الجزء يدل على يوم الانهيار؟ ولماذا لم يأخذ رقم الجزء الذي تبدأ منه السورة وهو العاشر؟.
4.زعموا أن رقم السورة يدل على شهر الانهيار، ولماذا لا يدل رقم السورة على تاريخ اليوم مثلاً؟.
5.زعموا أن عدد كلمات السورة من أولها حتى نهاية الآية يبلغ (2001) حرف مما يدل على سنة الانهيار.
(1) تفسير ابن كثير 2/ 405.