وهل تنتهي الدنيا ولا يعرف المسلمون معنى هذه الحروف؟ الإجابة: لا. مصداقاً لقوله تعالى {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ، فمن الذين يبين معنى هذه الحروف التي ضمن الله بيانها؟.
الإجابة: إنه المهدي المنتظر، ففي عصره يستعمل الدجال ذكاءه الحاد، فيقترح على الناس مذاهب اقتصادية وسياسية تلقيهم في حبائله، فيقوم المهدي بإيجاد علوم تذهل الناس وتسرهم؛ لأن فيها منافع لهم. هكذا قالت مصادر أهل الكتاب.
ونحن لا نستبعد أن يكون في فواتح الحروف سر من الأسرار، فربما يكون في حرف واحد سر الحياة كلها، وربما ينتج عن مجموعة حروف تركيبة ما، تؤدي غرض ما، في معركة ما! أو ترشد مجموعة من الحروف عن مكان ما، يوجد به كتاب ما، يحاج به المهدي اليهود والنصارى! ولقد قلت أنى لا أستبعد هذا وذلك لأن اليهود ينتظرون نبي!! يأتي قبل الدجال!! يفك رموز الكتاب!!) [1] .
2_ محاولة معرفة وقت قيام الساعة من خلالها، يقول الشيخ محمد رشيد رضا عن ذلك: (وزعم بعضهم أن الساعة تقوم سنة 1407 هـ بناء على أن عدد حروف بغتة في قوله تعالى:(لا تأتيكم إلا بغتة) 1407) [2]
أقوال بعض العلماء في الرد عليهم:
قال الإمام السخاوي - رحمه الله - [3] : (ومن فوائده الرد على الحرالي المغربي الزاعم أنه استخرج من الحرف وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها، مع أن هذه تحديدات وعلوم استأثر الله بها عن سائر أنبيائه ورسله فضلاً عمن دونهم) [4] .
(1) المسيح الدجال، ط. بدون (القاهرة: دار الاعتصام، بدون) ص 311.
(2) تفسير المنار 6/ 401.
(3) السخاوي: هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد، شمس الدين السخاوي، مؤرخ حجة، وعالم بالحديث والتفسير والأدب. أصله من سخا (من قرى مصر) ومولده في القاهرة عام 831 هـ،
ووفاته بالمدينة عام 902 هـ، ساح في البلدان سياحة طويلة، وصنف زهاء مئتي كتاب أشهرها:
الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع، وشرح ألفية العراقي في مصطلح الحديث، والمقاصد الحسنة في الحديث وغيرها. انظر: الأعلام 6/ 194، ومعجم المؤلفين 10/ 150.
(4) القناعة ص 28.