فتأمل هذا الاختلاف الواسع في معنى تقارب الزمان.
واللفظ من جهة وضعه العربي يحتملها.
3_ أن بعض العلماء كانوا يحكمون على بعض علامات الساعة بالوقوع، بحسب ماتبين لهم من انطباق الشرط على الواقعة، والأمثلة على هذا كثيرة.
ومن الأشراط التي حكم لها بالوقوع:
كثرة الزلازل، واقتتال فئتين، والتطاول في البنيان، ومرور الرجل بقبر الرجل، وتمني مكانه، وخروج نار من أرض الحجاز، وكثرة التجارة، وظهور القلم، وظهور الزنا والخمر، وقلة العلم، وكثرة الجهل، وتوسيد الأمر إلى غير أهله وغيرها. [1]
يقول الإمام ابن بطال - رحمه الله: (وقد رأينا هذه الأشراط عياناً وأدركناها، فقد نقص العلم، وظهر الجهل، وألقي بالشح في القلوب، وعمت الفتن، وكثرالقتل) [2]
4_ البعد عن الجزم والقطع بأن المراد بالنص هو ما توصلوا إليه:
وقد حذر الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - من خطر الجزم والقطع، في معرض رده على أحمد بن محمد الصديق الغماري الذي صدر عناوين كتابه (مطابقة الاختراعات ... ) بعبارات تدل على الجزم والقطع [3] .
(1) انظر: فتح الباري 13/ 88، والتذكرة 3/ 1226_1269، والتمهيد، الحافظ ابن عبدالبر النمري القرطبي، تحقيق: سعيد أحمد أعرب، ط. بدون (بدون: مكتبة الغرباء الأثرية 1396 هـ/1976 م) 17/ 297_298.
(2) شرح صحيح البخاري 19/ 13.
(3) انظر: إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجه، ط. الأولى (الرياض: مؤسسة النور، بدون) ص 11، 18، 20 - 21، 27_28، 191.