يقول الإمام ابن كثير - رحمه الله: (فهذا كتاب الفتن والملاحم في آخر الزمان، مما أخبر به رسول الله - عليه السلام -، وذكر أشراط الساعة، والأمور العظام التي تكون قبل يوم القيامة، مما يجب الإيمان به؛ لإخبار الصادق المصدوق عنها الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) [1] .
وقال صديق حسن خان - رحمه الله: (إن المراد من تأليف هذا الكتاب في هذا الزمان المملوء من الآفات، والأكدار بالشئ الكثير: حفظ جملة صالحة من الأحاديث الواردة في أبواب الفتن، وأسبابها على المسلمين على طريق الاختصار، وضبط أشراط الساعة التي وردت في الآثار، وذكرها عامة أهل الحديث في دواوينهم الكبار) [2] .
ثالثاً: منهاجهم في الاستدلال:
لقد سلك العلماء منهجاً واضحاً في الاستدلال، والتعامل مع نصوص الفتن وأشراط الساعة، ومن ذلك:
1.حمل ماورد في هذا الباب من النصوص على حقيقته_كالدجال وصفاته، والدابة، وتكليم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله _ وأنه واقع كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يتكلفوا رده أو تأويله.
وقد نص على هذا عدد من العلماء منهم: الإمام ابن كثير / [3] ، والإمام أبو العباس القرطبي/ حيث يقول:) ما أخبر به النبي > من تلك الأمور حقائق، والعقل لايحيل شيئاً منها، فوجب إبقاؤها على حقائقها) [4]
2.أن العلماء عند شرحهم للنصوص المتعلقة بالفتن وأشراط الساعة، يبينونها وفق مادلت عليه لغة العرب، فالوحي نزل بلسان عربي مبين، ولهذا فقد يقع بينهم
(1) النهاية في الفتن والملاحم 1/ 11.
(2) الإذاعة ص 41 - 42.
(3) النهاية في الفتن والملاحم 1/ 148.
(4) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ط. الأولى (بيروت: دار ابن كثير 1417 هـ/1996 م) 7/ 267_268.