فهرس الكتاب
الصفحة 91 من 93

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: (جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ نُهِكَتِ الأَنْفُسُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأَمْوَالُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاللهِ عَلَيْكَ، وَبِكَ عَلَى اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(( سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ!! فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا اللهُ؟ إِنَّ شَأْنَ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، إِنَّهُ لاَ يُسْتَشْفَعُ بِاللهِ عَلَى أَحَدٍ.. ) )وَذَكَرَ الْحَدِيثَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

فِيهِ مَسَائِلُ:

الأُولَى:

إِنْكَارُهُ عَلَى مَنْ قَالَ: (( فَإِنَّنَا نَسْتَشْفِعُ بِاللهِ عَلَيْكَ ) ).

الثَّانِيَةُ:

تَغَيُّرُهُ تَغَيُّرًا عُرِفَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ.

الثَّالِثَةُ:

أَنَّهُ لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ قَوْلَهُ: (( نَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللهِ ) ).

الرَّابِعَةُ:

التَّنْبِيهُ عَلَى تَفْسِيرِ سُبْحَانَ اللهِ.

الْخَامِسَةُ:

أَنَّ الْمُسْلِمِينَ يَسْأَلُونَهُ صلى الله عليه وسلم الاِسْتِسْقَاءَ.

اسْتَشْفَعَ بالشَّيءِ أي: جعلَه شافعاً له، والشَّفاعةُ في الأصلِ: جعلُ الفردِ شَفْعاً، وهي التَّوسُّطُ للغيرِ بجلبِ منفعةٍ له، أو دفعِ مضرَّةٍ عنه.

ومناسبةُ البابِ لكتابِ التَّوحيدِ:

والاستشفاعُ باللهِ على خلقِهِ تنقُّصٌ للهِ عزَّ وجلَّ؛

لأنَّه جعَل مرتبةَ اللهِ أدْنَى من مرتبةِ المشفوعِ إليه؛ إذ لو كانَ أعلى مرتبةً ما احتاجَ أنْ يَشْفَعَ عندَه، بل يأمرُهُ أمراً، واللهُ - عزَّ وجلَّ- لا يَشْفَعُ لأحدٍ من خلقِهِ إلى أحدٍ؛ لأنَّه أجلُّ وأعظمُ من أن يكونَ شافعاً، ولهذا أنكر النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ ذلك على الأعرابيِّ، وهذا وجهُ وضعِ هذا البابِ في كتابِ التَّوحيدِ.

قولُه: (أَعْرابِيٌّ) واحدُ الأعرابِ، وهم: سُكَّانُ الباديَةِ، والغالِبُ على الأعرابِ الجفاءُ؛ لأنَّهم أحْرَى أنْ لا يَعْلَموا حدودَ ما أنزلَ اللهُ.

قولُه: (نُهِكَتِ الأَنْفُسُ، وَجَاعَ العِيالُ، وهَلَكتِ الأَمْوالُ) (نُهِكَت) أي: ضعُفَتْ.

(وجاع العيالُ وهلَكَت الأموالُ) أي: من قلَّةِ المطرِ والخصبِ، فضعفُ الأنفسِ بسببِ ضعفِ القوَّةِ النَّفسيَّةِ والمعنويَّةِ الَّتي تحصلُ فيما إذا لم يكنْ هناك خصبٌ، وجاع العيالُ لقلَّةِ العيشِ، وهلَكَت الأموالُ؛ لأنَّها لم تجدْ ما ترعاه.

قولُه: (فاسْتَسْقِ لَنا رَبَّكَ) أي: اطْلُبْ من اللهِ أن يَسْقِيَنَا، وهذا لا بأسَ به؛ لأنَّ طلبَ الدُّعاءِ مِمَّن تُرْجَى إجابتُهُ من وسائلِ إجابةِ الدُّعاءِ.

قولُه:

(( نَسْتَشْفِعُ باللهِ عَلَيكَ ) )أي: نجعلُهُ واسطةً بينَنا وبينَك لتَدْعُوَ اللهَ لنا، وهذا يَقْتَضِي أنَّه جعَلَ مرتبةَ اللهِ في مرتبةٍ أدنى من مرتبةِ الرَّسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ.

قولُه: (ونَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللهِ) أي: نطلبُ منك أن تكونَ شافعاً لنا عندَ اللهِ فتَدْعُوَ اللهَ لنا، وهذا صحيحٌ.

قولُه: (سُبْحانَ اللهِ، سُبْحانَ اللهِ) قاله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّم استعظاماً لهذا القولِ، وإنكاراً له، وتنزيهاً للهِ -عزَّ وجلَّ- عمَّا لا يليقُ به مِن جعلِهِ شافعاً بينَ الخلقِ وبينَ الرَّسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ.

والتَّسبيحُ: تنزيهُ اللهِ عمَّا لا يليقُ به من نقصٍ، أو عيبٍ، أو مماثلةٍ للمخلوقِ، أو ما أشبهَ ذلك.

وإن شِئْتَ أدخِلْ مماثلةَ المخلوقِ مع النَّقصِ والعيبِ؛ لأنَّ مماثلةَ النَّاقصِ نقصٌ، بل مقارنةَ الكاملِ بالنَّاقصِ تجعلُهُ ناقصاً، كما قال الشَّاعرُ:

أَلَمْ ترَ أنَّ السَّيفَ يَنْقُصُ قدْرُهُ إِذا قِيلَ إِنَّ السَّيفَ أمْضى مِنَ العَصا

قولُه: (فما زالَ) إذا دخلتْ (ما) على (زالَ) الَّتي مضارعُهَا يزالُ صار النَّفيُ إثباتاً مفيداً للاستمرارِ، كقولِهِ تعالى:

{فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ..} الآيةَ، وكقولِهِ تعالى في المضارعِ: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} ، وجملةُ (يُسبِّح) خبرُ (زال) .

قولُه: (حَتَّى عُرِفَ ذلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ) أي: عُرف أَثَرُهُ في وجوهِ أصحابِهِ، وأنَّهم تأثَّروا بذلك؛ لأنَّهم عرَفُوا أنّه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ لا يُسَبِّحُ في مثلِ هذا الموضعِ ولا يكرِّرُهُ إلا لأمرٍ عظيمٍ، ووجهُ التَّسبيحِ -هنا- أنَّ الرَّجلَ ذكرَ جملةً فيها شيءٌ من التَّنقُّصِ للهِ تعالى فسبَّح النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ ربَّه تنزيهاً له عمَّا تُوهِمُهُ هذه الكلمةُ، ولهذا إذا كانَ الرَّسولُ عَليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وأصحابُهُ في السَّفرِ إذا هبَطوا وادياً سبَّحوا تنزيهاً للهِ تعالى عن السُّفولِ الَّذي كانَ من صفاتِهِم، وإذا علَوْا نَشَزاً كبَّروا تعظيماً للهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّ اللهَ تعالى هو الّذي له الكبرياءُ في السَّماواتِ والأرضِ.

قولُه: (وَيْحَكَ) (ويحَ) منصوبةٌ بعاملٍ محذوفٍ، تقديرُهُ: أَلزَمَكَ اللهُ وَيْحَكَ. وتارةً تُضافُ فيُقالُ: ويْحَك، وتارةً تُقطَعُ عن الإضافةِ فيُقالُ: وَيْحاً لك، وتارةً تُرفَعُ على أنَّها مبتدأٌ فيُقالُ: ويحُه أو ويحٌ له، وهي و (ويلٌ) ، و (وَيْشُ) كلُّها متقاربةٌ في المعنى.

ولكنَّ بعضَ علماءِ اللُّغةِ قال: إنَّ (ويح) كلمةُ تَرَحُّمٍ، و (ويل) كلمةُ وعيدٍ.

فمعنى ويحك: إنّي أَتَرَحَّمُ لك وأَحِنُّ عليك، ومنهم مَن قال: كلُّ هذه الكلماتِ تدلُّ على التَّحذيرِ، فعلى معنى أنَّ ويح بمعنى التَّرحُّمِ يكونُ قولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ ترحُّماً لهذا الرَّجلِ الَّذي تكلَّمَ بهذا الكلامِ، كأنَّه لم يَعْرِفْ قَدْرَ اللهِ.

قولُه: (أتَدْرِي ما اللهُ؟) المرادُ بالاستفهامِ التَّعظيمُ، أي: شأنُ اللهِ عظيمٌ، ويحتملُ أنَّ المعنى: لا تَدْرِي ما اللهُ، بل أنت جاهلٌ به، فيكون المرادُ بالاستفهامِ النَّفيَ.

وقولُه: (ما اللهُ) جملةٌ استفهاميَّةٌ مُعلِّقةٌ لـ (تدري) عن العملِ؛ لأنَّ دَرَى تَنْصِبُ مفعولين، لكنَّها تُعَلَّقُ بالاستفهامِ عن العملِ، وتكونُ الجملةُ في محلِّ نصبٍ سدَّت مَسَدَّ مفعولي تدري.

قولُه: (إنَّ شَأْنَ اللهِ أَعظمُ مِنْ ذلِكَ) أي: إنَّ أمرَ اللهِ وعظمَتَه أعظمُ ممَّا تصوَّرْتَ حيثُ جئتَ بهذا اللفظِ.

قولُه: (إنّهُ لا يُسْتَشْفَعُ باللهِ عَلَى أحدٍ) أي: لا يُطلبُ منه أن يكونَ شفيعاً إلى أحدٍ؛ وذلك لكمالِ عظمتِهِ وكبريائِهِ، وهذا الحديثُ فيه ضعفٌ، ولكنَّ معنَاه صحيحٌ، وأنَّه لا يجوزُ لأحدٍ أن يقولَ: نَسْتَشْفِعُ باللهِ عليك.

فإنْ قيلَ:

أليس قد قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ: (( مَنْ سأَلَ باللهِ فأَعْطُوهُ ) )

وهذا دليلٌ على جوازِ السُّؤالِ باللهِ؛ إذْ لو لم يكن السُّؤالُ باللهِ جائزاً لم يكنْ إعطاءُ السَّائلِ واجباً؟

والجوابُ أن يُقالَ:

إنَّ السُّؤالَ باللهِ لا يَقْتَضِي أن تكونَ مرتبةُ المسؤولِ به أدنى من مرتبةِ المسؤولِ بخلافِ الاستشفاعِ، بل يدلُّ على أنَّ مرتبةَ المسؤولِ به عظيمةٌ بحيثُ إذا سُئِلَ به أُعْطِي.

على أنَّ بعضَ العلماءِ قالَ: (((مَنْ سَأَلَكُم بِالله ) )أي: مَن سألَكُم سؤالاً بمقتضى شريعةِ اللهِ فأَعْطُوه، وليس المعنى مَنْ قالَ: أسألُكَ باللهِ).

والمعنى الأوَّلُ أصحُّ، وقد ورَدَ مثلُهُ في قولِ الملَكِ: (( أَسْأَلُكَ بالَّذي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ ) ).

فيه مسائلُ:

الأولى:

(إنكارُهُ على مَنْ قالَ:(( نَسْتَشْفِعُ باللهِ عَلَيكَ ) ))

تُؤخذُ من قولِه: (( سُبْحانَ اللهِ، أتَدْرِي ما اللهُ ) ).

-وقولِهِ: (( إنَّهُ لا يُسْتَشْفَعُ باللهِ على أَحَدٍ مِنْ خلْقِهِ ) ).

الثانيةُ:

(تَغَيُّرُه تَغَيُّراً عُرِفَ فِي وُجوهِ أَصْحابِهِ مِنْ هَذِهِ الكَلِمَةِ) تُؤخذُ من قولِهِ: (( فَمَا زالَ يسبِّحُ حتى عُرِفَ ذلك في وجوهِ أصحابِهِ ) )وكونُهُ يكرِّرُ سبحانَ اللهِ هذا يدلُّ على أنَّه تغيَّرَ حتَّى عُرِفَ في وجوهِ أصحابِهِ من هذه الكلمةِ، وهذا دليلٌ على أنَّ هذه الكلمةَ كلمةٌ عظيمةٌ مُنْكَرةٌ.

الثالثةُ:

(أَنَّهُ لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ قَوْلَهُ:(( نَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللهِ ) )) لأنَّه قالَ: لا يُسْتَشْفَعُ باللهِ على أحدٍ، فأنكرَ عليه ذلك وسكَتَ عن قولِه: (( نستشفِعُ بك على اللهِ ) )وهذا يدلُّ على جوازِ ذلك، وهنا قاعدةٌ وهي: إذا جاءَ في النصوصِ ذِكْرُ أشياءَ فأُنْكِرَ بعضُهَا وسُكِتَ عن بعضٍ دلَّ على أنَّ ما لم يُنْكَرْ فهو حقٌّ، مثالُ ذلك قولُه تعالى: {وَإِذا فَعَلوا فاحِشةً قالوا وَجَدْنا عَلَيْها ءَاباءَنا واللهُ أمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بالفَحْشَاءِ} فأنكَرَ قولَهم: {واللهُ أمَرَنا بِها} وسكَتَ عن قولِهِم: {وَجَدْنا عَلَيْها ءَاباءَنَا} فدلَّ على أنَّها حقٌّ، ومثلَها عددُ أصحابِ الكهفِ، حيثُ قالَ عن قولِ: {ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهمْ وَيَقولون خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ} : {رَجْماً بالغَيْبِ} وسكَتَ عن قولِ: {سَبْعةٌ وَثامِنُهُم كَلْبُهمْ} .

الرَّابعةُ: (التَّنبيهُ عَلى تَفسيرِ سُبحانَ اللهِ)

لأنَّ قولَه: (( إنَّ شَأْنَ اللهِ أعْظَمُ ) )دليلٌ على أنَّه منزَّهٌ عمَّا يُنافي تلك العظمةَ.

الخامِسَةُ: (أنَّ الْمُسْلِمينَ يَسْأَلونَهُ الاسْتِسْقاءَ) وهذا في حالِ حياتِهِ، أمَّا بعدَ وفاتِهِ فلم يكونوا يَفْعَلُونه؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ انقَطَعَ عملُه بنفسِه وعبادتِه، ولهذا لَمَّا حصَلَ الجَدْبُ في عهدِ عمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه اسْتَسْقَى بالعبَّاسِ فقالَ: (اللهُمَّ إنَّا كنَّا نَتَوَسَّلُ إليك بنبيِّنَا فتَسْقِينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسْقِنَا) وتوسُّلُهُم بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ بطلبِهِم الدُّعاءَ منه، ولهذا جاءَ في بعضِ الرواياتِ أنَّ عمرَ كانَ يأمرُ العبَّاسَ فيقومُ فيدعو.

وبهذا نعرفُ أنَّ القصَّةَ المرويَّةَ عن الرَّجلِ العتبيِّ الَّذي كانَ جالساً عندَ قبرِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَ أعرابيٌّ، فقال: (السلامُ عليكم يا رسولَ اللهِ) سَمِعْتُ اللهَ يقولُ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} وإنِّي قدْ جئتُ مُسْتغفِراً لذنْبِي، مُسْتَشْفِعاً بِكَ إلى ربِّي، ثُمَّ أنشأَ يقولُ:

يا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ بالقاعِ أعْظُمُه فَطَابَ مِن طِيبِهنَّ القاعُ والأَكَمُ

نَفْسِي الفِداءُ لقبْرٍ أنتَ ساكِنُه فيهِ العَفافُ وفيهِ الجُودُ والكرَمُ

ثمَّ انصرفَ، قالَ العتبيُّ: فغلَبَتْني عينيَّ، فرأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّومِ فقالَ: يا عتبيُّ، بشِّر الأعرابيَّ أنَّ اللهَ قد غفَرَ له.

فهذه الرِّوايةُ باطِلةٌ لا صحَّةَ لها؛

لأنَّ صاحِبَها مجهولٌ، وكذلِك مَن رواها عنه مجهولون ولا يمكنُ أنْ تصِحَّ؛ لأنَّ الآيةَ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَّلَمُواْ} ولم يقلْ: إذا ظَلموا، و (إِذْ) لمَا مضَى بخلافِ (إذا) والصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهم لمَّا لحِقَهم الجدبُ في زمنِ عمرَ لم يَسْتَسْقُوا بالرَّسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ، وإنَّما اسْتَسْقَوا بالعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ بدعائِهِ، وهو حاضرٌ فيهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام