فهرس الكتاب
الصفحة 74 من 93

وقَوْلُ اللهِ تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أبِاللهِ وآيَاتِهِ ورسُولِهِ كُنْتُم تَستَهْزِئونَ} [التوبة:65] .

عن ابنِ عُمَرَ ومحمدِ بنِ كعبٍ، وزيدِ بنِ أسلمَ، وقَتادةَ -دخَلَ حديثُ بَعْضِهِم في بَعْضِ-: أنَّهُ قالَ رجُلٌ في غَزْوَةِ تَبوك: مَا رَأَيْنا مِثْلَ قُرّائِنا هَؤلاءِ أرغَبَ بُطوناً، ولا أَكْذَبَ ألَسُناً، ولا أجْبَنَ عندَ اللِّقاءِ -يَعني الرسولَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَصْحَابَهُ القُرَّاءَ

فقالَ له عَوْفُ بنُ مالكٍ: كَذَبْتَ ولَكِنَّكَ مُنَافِقٌ، لأُخْبِرَنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.

فَذَهبَ عوْفٌ إلى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ فَوجَدَ القُرْآنَ قَدْ سَبَقَهُ.

فَجَاءَ ذَلَكَ الرَّجُلُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ارْتَحَلَ وَرَكِبَ ناقَتَهُ.

فقالَ: يا رَسُولَ اللهِ إنَّما كُنَّا نَخُوضُ ونَتَحَدَّثُ حَدِيثَ الرَّكْبِ نَقْطَعُ بِهِ عَناءَ الطَّرِيقِ، قالَ ابْنُ عُمَر: (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ متعلِّقاً بِنِسْعَةِ ناقَةِ رَسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وإِنَّ الحِجَارةَ تَنْكُبُ رِجْلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ، فيقولُ لَهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم: {أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرتُمْ بعْدَ إيمَانِكُم} ما يَلْتَفِتُ إِليْهِ وما يَزيدُهُ عَلَيْهِ) .

فيه مسائل:

الأُولى:

-وهِيَ العَظِيمَةُ- أنَّ مَنْ هَزَلَ بِهَذا كافِرٌ.

الثانِيةُ:

أنَّ هذا هُوَ تفسيرُ الآيةِ فِيمَنْ فَعَلَ ذلِكَ كائناً مَنْ كانَ.

الثالثةُ:

الفرقُ بينَ النَّميمةِ والنَّصيحَةِ للهِ ولرسولِهِ.

الرَّابِعةُ:

الفرقُ بينَ العفوِ الذي يُحِبُّهُ اللهُ وبينَ الغِلْظَةِ على أعداءِ اللهِ.

الخامِسَةُ:

أنَّ مِنَ الاعتِذارِ ما لا يَنْبَغِي أنْ يُقْبَلَ.

[ (هذا الباب لم أجد شرحه في موقع معهد آفاق التيسير) ]

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام