فهرس الكتاب
الصفحة 56 من 93

قولُهُ: (( وَقَدْ صارَتْ عامَّةُ مُؤَاخَاةِ الناسِ علَى أَمْرِ الدُّنْيا، وذَلِكَ لا يُجْدِي عَلَى أَهْلِهِ شَيْئًا ) ).

قولُهُ: (( عامَّةُ ) )أيْ: أغلبيَّةُ.

وقولُهُ: (مُؤَاخَاةِ الناسِ) أيْ: مودَّتِهمْ ومُصَاحَبَتِهمْ، أيْ: أكثرُ مُوَدَّةِ الناسِ ومُصَاحبَتِهِم على أمرِ الدُّنيا، وهذا قالَهُ ابنُ عبَّاسٍ وهو بعيدُ العهدِ منَّا، قريبُ العهدِ من النُّبُوَّةِ، فإذا كانَ الناسُ قدْ تغيَّرُوا في زمنِهِ فما بالُكَ بالناسِ اليومَ؟

فقدْ صارتْ مؤاخاةُ الناسِ إلاَّ النادرَ على أمرِ الدنيا، بلْ صارَ أعظمَ منْ ذلكَ، يبيعونَ دينَهم بدُنْيَاهُم، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ولمَّا كانَ غالبُ ما يَحْمِلُ على الخيانةِ هوَ المالَ وحُبَّ الدُّنيا أعقَبَها بقوْلِهِ: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} .

ويُستفادُ منْ أثرِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما: (أنَّ للهِ تعالى أولياءَ) وهوَ ثابتٌ بنصِّ القرآنِ، قالَ تعالى: {اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} .

-وقالَ تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} فَلِلَّهِ أولياءُ يتوَلَّوْنَ أمرَهُ، ويُقِيمونَ دينَهُ، وهوَ يتوَلاَّهُمْ بالمعونةِ والتسديدِ والحفظِ والتوفيقِ، والميزانُ لهذهِ الولايةِ قولُهُ تعالى: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} .

قالَ شيخُ الإسلامِ: (مَنْ كانَ مؤمنًا تقيًّا كانَ للهِ وَلِيًّا) .

والولايةُ سَبَقَ أنَّها النُّصْرَةُ والتأييدُ والإعانةُ.

والولايةُ تنقسمُ إلى:

-ولايةٍ من اللهِ للعبدِ

-وولايةٍ من العبدِ للهِ.

فمِن الأُولَى:

قولُهُ تعالى: {اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} .

ومن الثانيةِ:

قولُهُ تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا...} .

والولايةُ التي مِن اللهِ إلى العبدِ تنقسمُ إلى:

عامَّةٍ، وخاصَّةٍ.

فالولايةُ العامَّةُ هيَ:

الولايةُ على العبادِ بالتدبيرِ والتصريفِ،

وهذهِ تشملُ المؤمنَ والكافرَ وجميعَ الخلقِ، فاللهُ هوَ الذي يتوَلَّى عبادَهُ بالتدبيرِ والتصريفِ والسلطانِ وغيرِ ذلكَ، ومنهُ قولُهُ تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} .

والولايةُ الخاصَّةُ: أنْ يتولَّى اللهُ العبدَ بعنايَتِهِ وتَوْفِيقِهِ وهدايتِهِ، وهذهِ خاصَّةٌ بالمؤمنينَ، قالَ تعالى: {اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} .

-وقالَ: {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} .

قولُهُ:(وقالَ ابنُ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ تَعالى:

{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} ، قالَ: المودَّةُ)يشيرُ إلى قوْلِهِ تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} .

الأسبابُ:

جمعُ سببٍ، وهوَ كلُّ ما يُتَوَصَّلُ بِهِ إلى شيءٍ، وفي اصطلاحِ الأُصُوليِّينَ: ما يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِهِ الوجودُ، ومِنْ عدمِهِ العدمُ.

فكلُّ ما يُوصِلُ إلى شيءٍ فهو سببٌ، قالَ تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ} ومنهُ سُمِّيَ الحبلُ سببًا؛ لأنَّ الإنسانَ يتوَصَّلُ بهِ إلى استخراجِ الماءِ من البئرِ.

وقولُهُ: (( قالَ: المودَّةُ ) )هذا الأثرُ ضعَّفَهُ بعضُهُم، لكنَّ معناهُ صحيحٌ؛ فإنَّ جميعَ الأسبابِ التي يتعَلَّقُ بها المشركونَ؛ لِتُنْجِيَهُم تتَقَطَّعُ بهِم، ومنها: محَبَّتُهُم لأصنامِهِم، وتعظِيمُهُم إيَّاها، فإنَّها لا تنفَعُهم.

ولعلَّ ابنَ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنْهُما أخذَ ذلكَ منْ سياقِ الآياتِ، فقدْ قالَ اللهُ تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} .

ثُمَّ قالَ تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} وبهِ تعرفُ أنَّ مُرَادَهُ المَوَدَّةُ الشِّرْكِيَّةُ، فأمَّا المَوَدَّةُ الإيمانيَّةُ كمَوَدَّةِ اللهِ تعالى، ومودَّةِ ما يُحِبُّهُ من الأعمالِ والأشخاصِ، فإنَّها نافعةٌ مُوَصِّلَةٌ للمُرَادِ، قالَ اللهُ تعالى: {الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} .

فيهِ مَسائِلُ:

الأولى:

(تَفْسِيرُ آيةِ البَقَرَةِ)

وهيَ قولُهُ تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} وسبقَ ذلكَ.

الثانيةُ: (تفسيرُ آيةِ بَرَاءةٌ)

وهيَ قولُهُ تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ...} الآيةَ، وسبقَ تفسيرُها.

الثالثةُ:

(وُجوبُ مَحَبَّتِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ علَى النَّفْسِ والأهلِ والمالِ) وفي نُسْخَةٍ: (وتقديمُها على النفسِ والأهلِ والمالِ) ولعلَّ الصوابَ وُجُوبُ تقديمِ محَبَّتِهِ كما هوَ مقتضى الحديثِ، وأيضًا قولُهُ: (على النَّفْسِ) يدلُّ على أنَّها قدْ سَقَطَتْ كلمةُ (تقديمُ) أوْ (وتقديمُها) .

وتُؤْخَذُ منْ حديثِ أنسٍ السابقِ، ومنْ قولِهِ تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ... أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} فذكرَ الأقاربَ والأموالَ.

الرابعةُ: (أنَّ نفْيَ الإيمانِ لا يَدُلُّ علَى الخروجِ مِن الإسلامِ)

سبقَ أنَّ المحبَّةَ كَسْبِيَّةٌ، وذكَرْنَا في ذلكَ حديثَ عمرَ رضيَ اللهُ عنْهُ لمَّا قالَ للرَّسُولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (واللهِ إنَّكَ لأحَبُّ إليَّ مِنْ كلِّ شَيءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي) .

فقالَ لهُ: (( وَمِنْ نَفْسِكَ ) ).

فقالَ: (الآنْ أنتَ أحبُّ إليَّ مِنْ نَفْسِي) .

وقولُهُ: (الآنَ) يدلُّ على حدوثِ هذه المحبَّةِ، وهذا أمرٌ ظاهرٌ.

وفيهِ أيضًا أنَّ نفْيَ الإيمانِ المذكورِ في قولِهِ: (( لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ... ) )لا يدلُّ على الخروجِ من الإسلامِ؛ لقولِهِ في الحديثِ الآخَرِ: (( ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ ) )لأنَّ حلاوةَ الإيمانِ أمرٌ زائدٌ على أصلِهِ، أيْ: أنَّ الدليلَ مُرَكَّبٌ من الدليليْنِ.

ونفيُ الشيءِ لهُ ثلاثُ حالاتٍ:

فالأصلُ أنَّهُ نفيٌ للوجودِ، وذلكَ مثلُ: (لا إيمانَ لعابدِ صنمٍ) .

فإنْ منَعَ مانِعٌ منْ نفيِ الوجودِ فهوَ نفيٌ للصحَّةِ، مثلُ: (( لاَ صَلاَةَ بِغَيْرِ وُضُوءٍ ) )فإنْ منعَ مانعٌ مِنْ نفيِ الصحَّةِ فهوَ نفيٌ للكمالِ، مثلُ: (( لاَ صَلاَةَ بِحَضْرَةِ طَعَامٍ ) ).

فقولُهُ: (( لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ ) )نفيٌ للكمالِ الواجبِ لا المُسْتَحَبِّ.

قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ: (لا يُنفَى الشيءُ إلاَّ لانتفاءِ واجبٍ فيِهِ ما لمْ يَمْنَعْ مِنْ ذلكَ مانعٌ) .

الخامسةُ: (( أنَّ للإيمانِ حَلاوةً قَدْ يَجِدُها الإنسانُ، وقَدْ لا يَجِدُها ) )

تُؤخَذُ منْ قولِهِ: (( ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ ) )وهذا دليلُ انتفاءِ الحلاوةِ إذا انْتَفَتْ هذهِ الأشياءُ.

السادسةُ: (( أعمالُ القلْبِ الأرْبعَةُ التي لا تُنالُ وَلايةُ اللهِ إلاَّ بِها، ولا يَجِدُ أحَدٌ طَعْمَ الإيمانِ إلاَّ بِها ) )

وهيَ الحبُّ في اللهِ، والبُغْضُ في اللهِ، والوَلاءُ في اللهِ، والعداءُ في اللهِ.

لا تُنالُ ولايةُ اللهِ إلاَّ بها، ولوْ صلَّى الإنسانُ وصامَ ووَالَى أعداءَ اللهِ فإنَّهُ لا يَنَالُ ولايةَ اللهِ، قالَ ابنُ القيِّمِ:

أَتُحِبُّ أعداءَ الحبيبِ وتدَّعِي حُبًّا لهُ ما ذاكَ في إمكانِ

وهذا لا يَقْبَلُهُ حتَّى الصبيانُ أَنْ تُوَالِيَ مَنْ عادَاهُمْ.

وقولُهُ:

(( وَلاَ يَجِدُ أَحَدٌ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ إِلاَّ بِهَا ) )مأخوذةٌ منْ قولِ ابنِ عبَّاسٍ: (( وَلَنْ يجدَ عبدٌ طعمَ الإيمانِ... ) )إلخ.

السابعةُ: (فَهْمُ الصحابيِّ للواقِعِ: إِنَّ عامَّةَ المُؤَاخَاةِ عَلَى أَمْرِ الدُّنْيا)

الصحابيُّ يعني بهِ ابنَ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُمَا.

وقولُهُ: (إنَّ عامَّةَ المُؤَاخَاةِ على أمْرِ الدُّنْيَا) هذا في زمنِهِ فكيفَ بزَمَنِنا؟!

الثامنةُ: تفسيرُ قوْلِهِ: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ}

فَسَّرَها بالمَوَدَّةِ، وتفسيرُ الصحابيِّ إذا كانت الآيةُ منْ صِيَغِ العُمومِ تفسيرٌ بالمثالِ؛ لأنَّ العبرةَ في نصوصِ الكتابِ والسُّنَّةِ بعُمُومَاتِهَا، فإذا ذُكِرَ فَرْدٌ منْ أفرادِ هذا العمومِ فإنَّما يُقصَدُ بهِ التمثيلُ، أيْ: مثلُ الموَدَّةِ؛ لكنْ حتَّى الأسْبَابُ الأخرى التي يتقَرَّبُونَ بها إلى اللهِ ولَيْسَتْ بصحيحةٍ فإنَّها تَنْقَطِعُ بهمْ ولا يَنَالُونَ منْها خيرًا.

التاسعةُ: (أنَّ مِن الْمُشْرِكِينَ مَنْ يُحِبُّ اللهَ حُبًّا شَديدًا)

تُؤْخَذُ منْ قولِهِ تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} وهُمْ يُحِبُّونَ الأصنامَ حُبًّا شديدًا، وتُؤْخَذُ منْ قولِهِ تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ} فأشدُّ: اسمُ تفضيلٍ يدُلُّ على الاشتراكِ في المعنى معَ الزيادةِ، فقد اشتركوا في شِدَّةِ الحبِّ، وزادَ المؤمنونَ بكَوْنِهِمْ أشدَّ حبًّا للهِ منْ هؤلاءِ لأصْنَامِهِم.

العاشرةُ: (الوعيدُ عَلَى مَنْ كانَت الثمانيةُ أحبَّ إليهِ مِنْ دينِهِ)

الثمانيةُ هيَ المذكورةُ في قولِهِ تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا} .

والوعيدُ

في قولِهِ: {فَتَرَبَّصُوا} فأفادَ المُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى أنَّ الأمرَ هنا للوعيدِ.

الحاديةَ عشْرةَ: (أنَّ مَن اتَّخَذَ نِدًّا تُسَاوِي مَحَبَّتُهُ مَحَبَّةَ اللهِ فَهُوَ الشِّرْكُ الأكْبَرُ)

لقولِهِ تعالى: {يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} ثُمَّ بيَّنَ في سياقِ الآياتِ أنَّهُمْ مُشْرِكُونَ شِرْكًا أكبرَ، بدليلِ ما لَهُم مِن العذابِ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام