فهرس الكتاب
الصفحة 28 من 93

كيفَ يَتَعَلَّقُونَ بواحدةٍ ولا يَعْتَبِرونَ بِمِائَةٍ؟!

وهذا صحيحٌ، وليسَ صفةً عامَّةً لعامَّةِ الناسِ، بلْ لأهلِ الجهلِ والسَّفَهِ، فهم يتعلَّقونَ بالكاهنِ مِنْ أجلِ صِدْقِهِ مرَّةً واحدةً، وأمَّا مِائَةُ كَذْبَةٍ فلاَ يَعْتَبِرونَ بِها، ولا شَكَّ أنَّ بعضَ السُّفهاءِ يَغْتَرُّونَ بالصالحِ المغمورِ بالمفاسدِ، ولكنْ لا يَغْتَرُّ بهِ أهلُ العقلِ والإيمانِ.

التاسعةَ عشرةَ: (كونُهم يَتَلَقَّى بعضُهم مِنْ بعضٍ تلكَ الكلمَةَ ويَحْفَظُونَها...)

إلخ.

الكلمةُ:

هيَ الصِّدْقُ؛ لأنَّها هيَ التي تُرَوِّجُ بضاعتَهم، ولوْ كانتْ بضاعتُهُم كُلُّها كَذِبًا ما راجَتْ بينَ الناسِ.

العشرونَ: (إثباتُ الصفاتِ)

خلافًا للأَشْعَرِيَّةِ المُعَطِّلَةِ.

الأشْعَريَّةُ هُم الذينَ يَنْتَسِبونَ إلى أَبِي الحَسَنِ الأشعريِّ.

وسُمُّوا مُعَطِّلَةً؛ لأنَّهم يُعَطِّلونَ النصوصَ عَن المَعْنَى المرادِ بِها، ويُعَطِّلونَ ما وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ.

والمرادُ تَعْطِيلُ أكثرِ ذلكَ؛ فإنَّهم يُعطِّلونَ أكثرَ الصَّفاتِ، ولا يُعَطِّلونَ جَمِيعَها.

الحاديَةُ والعشرونَ: (التصريحُ بأنَّ تلكَ الرَّجْفَةَ والغَشْيَ خَوْفًا مِن اللهِ عزَّ وجلَّ، فيدُلُّ على عظمةِ الخالقِ جلَّ وعَلاَ)

حيثُ بلَغَ خَوْفُ الملائكةِ منهُ هذا المبلَغَ.

(45) الثانيَةُ والعشرونَ: (أنَّهم يَخِرُّونَ للهِ سُجَّدًا)

أيْ: تعظيمًا للهِ واتِّقَاءً لِمَا يَخْشَوْنَهُ، فتُفِيدُ تعظيمَ اللهِ عزَّ وجلَّ كَالَّتِي قَبْلَها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام