السابعةُ: (الوعيدُ الشديدُ على مَنْ تَعَلَّقَ وتَرًا) وذلكَ لبراءةِ الرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ممَّنْ تعلَّقَ وتَرًا، بلْ ظاهرُهُ أنَّهُ كُفْرٌ مُخرجٌ من المِلَّةِ، قالَ تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} لكنْ قالَ أهلُ العلمِ: إنَّ البراءةَ هنا براءةٌ منْ هذا الفعلِ، كقوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا ) ).
(19) الثامنةُ: (فضْلُ ثوابِ مَنْ قَطَعَ تَميمةً مِنْ إنسانٍ) لقولِ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: (كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ) ولكنْ هلْ قوْلُهُ حُجَّةٌ أوْ لا؟
إنْ قيلَ
: ليسَ بحُجَّةٍ، فكيفَ يقولُ المؤلِّفُ: فضلُ مَنْ قطعَ تميمةً منْ إنسانٍ؟
فيُقالُ:
إنَّهُ إنَّما كانَ كذلِكَ؛
لأنَّهُ إنقاذٌ لهُ مِنْ رِقِّ الشركِ، فهو كَمَنْ أعْتَقَهُ، بلْ أبْلَغُ.
ولا يُجْزَمُ بهذا، بَل هُوَ مِنْ بابِ القياسِ، فمَنْ أنْقَذَ نَفْسًا مِن الشِّركِ فهو كَمَنْ أنقذَها مِن الرقِّ؛ لأنَّهُ أنقذَهُ مِنْ رقِّ الشيطانِ والهوى.
(20) التاسعةُ: (أنَّ كلامَ إبراهيمَ لا يُخَالفُ ما تقدَّمَ مِن الاختلافِ؛ لأنَّ مُرادَهُ أصحابُ عبدِ الله بنِ مسعودٍ) وليسَ مرادُهُ الصحابةَ ولا التابعينَ عُمُوماً.