41)الثامنةَ عشرةَ: (من أدلَّةِ التوحيدِ ما جَرَى على سيدِ المرْسَلين وساداتِ الأولياءِ مِن المشقَّةِ والجوعِ والوباءِ) الظاهِرُ: أنَّ المؤلِّفَ -رحِمَه اللهُ- يُريدُ الإشارةَ إلى قصَّةِ خَيْبَرَ؛ إذْ وقَعَ فيها في عَهْدِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- جوعٌ عظيمٌ، حتى إنَّهم أكَلوا الحميرَ والثُّومَ.وأمَّا الوباءُ: فهو ما وقَعَ في عهدِ عليٍّ رضيَ اللهُ عنه.وأمَّا المشقَّةُ: فظاهِرَةٌ.ووجهُ كونِ ذلك من أدلَّة التوحيدِ:
أنَّ الصبرَ والتحمُّلَ في مثلِ هذه الأمورِ يدلُّ على إخلاصِ الإنسانِ في توحيدِه، وأنَّ قَصْدَه اللهُ، ولذلكَ صبَرَ على البلاءِ.
(42) التاسعةَ عشرةَ: (قولُه:(( لأُعْطِيَنَّ الرَّايةَ ) )عَلَمٌ مِن أعلامِ النبوَّةِ)
لأنَّ هذا حصَلَ، فعليُّ بنُ أبي طالِبٍ يُحِبُّ اللهَ ورسولَهُ، ويحبُّهُ اللهُ ورسولُهُ.
(43) العشرون: (تَفْلُه في عينَيْهِ عَلَمٌ مِن أعلامِها أيضاً) لأنَّه بَصَقَ في عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ كأنْ لم يكُن بِهِ وَجَعٌ.
(44) الحاديةُ والعشرون: (فَضِيلةُ عليّ بنِ أبي طالِبٍ(رضِيَ اللهُ عنه) وهذا ظاهِرٌ؛ لأنَّه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه، ويحبُّه اللهُ ورسولُهُ.
(45) الثانيةُ والعشرون: (فَضْلُ الصحابَةِ في دَوْكِهِم تلكَ الليلةَ، وشُغْلِهِم عن بِشارةِ الفتحِ)
لأنهم انْشَغَلُوا عن بشارةِ الفتحِ بالتِمَاسِهِم مَعْرِفَةَ مَن يُحِبُّ اللهَ ورسولَه، ويُحبُّه اللهُ ورسولُهُ.
(46) الثالثةُ والعشرون: (الإيمانُ بالقدَرِ لحصولِهَا لِمَن لَم يَسْعَ لها ومَنْعِهَا عمَّن سعى) لأنَّ الصحابَةَ غَدَوْا على رسولِ اللهِ مُبَكِّرين، كلُّهم يَرْجُو أنْ يُعطَاهَا ولم يُعْطَوْهَا، وعليُّ بنُ أبي طالِبٍ مريضٌ ولم يسعَ لها، ومع ذلك أُعطِيَ الرَّايةَ.
(47) الرابعةُ والعشرون: (الأدبُ في قولِه:(( على رِسْلِكَ ) )) ووجهُه: أنَّه أَمَرَهُ بالتَّمَهُّلِ وعدَمِ التَّسَرُّعِ.
(48) الخامسةُ والعشرون: (الدعوةُ إلى الإسلامِ قبلَ القتالِ) لقولِه: (( حتى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِم، ثمّ ادْعُهُمْ إِلى الإسْلامِ ) ).
(49) السادسةُ والعشرون: (أنه مشروعٌ لِمن دُعُوا قبلَ ذلك وقُوتِلوا) .
(50) السابعةُ والعشرون: (الدعوةُ بالحكمةِ) تُؤْخَذُ من قولِه: (( أخبِرْهُم بما يجبُ عليهِم مِن حقِّ اللهِ - تعالى - فيه ) )لأن مِن الحكمةِ أن تَتِمَّ الدعوةُ، وذلك بأن تأمرَهُ بالإسلامِ أولاً، ثم تُخْبِرَه بما يجبُ عليه مِن حقِّ اللهِ، ولا يكفي أنْ تأمُرَه بالإسلامِ؛ لأنَّه قد يُطَبِّقُ هذا الإسلامَ الذي أمَرْتَه به، وقد لا يُطَبِّقُه، بل لا بُدّ من تَعَاهُدِهِ حَتَّى لا يَرْجِعَ إلى الكفْرِ.
(51) الثامنةُ والعشرون: (المعرفةُ بحقِّ اللهِ - تعالى - في الإسلامِ) تُؤْخَذُ مِن قولِه: (( وأَخْبِرْهُمْ بِما يَجِبُ عليهِم منْ حَقِّ اللهِ تعالى فيهِ ) ).
(52) التاسعةُ والعشرون: (ثوابُ مَن اهْتَدَى على يديه رجلٌ واحدٌ) لقولِه: (( لأنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً واحداً خيرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ) )أي: خيرٌ لك من كلِّ ما يُسْتَحْسَنُ في الدنيا، وليس المعْنَى كما قالَ بعضُهم: خيرٌ لك مِن أنْ تَتَصَدَّقَ بنِعَمٍ حُمْرٍ.
(53) (الثلاثون:(الحلفُ على الفُتْيا) لقولِه: (( فَواللهِ لأنْ يَهْدِيَ اللهُ.. إلخ ) )فأَقْسَمَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وهو لم يُسْتَقْسَمْ.
والفائِدةُ: هي حَثُّه على أنْ يَهْدِيَ اللهُ بِهِ والتوكيدُ عليه،ولكنْ لا يَنْبَغِي الحلِفُ على الفُتْيا إلا لمصْلَحَةٍ وفائِدةٍ؛ لأنه قد يَفْهَمُ السامِعُ أنَّ المُفْتِيَ لم يحلِفْ إلا لشكٍّ عندَه.
والإمامُ أحمدُ -رحِمَه اللهُ- أحياناً يقولُ في إجابَتِهِ: (إي واللهِ) .