فهرس الكتاب
الصفحة 93 من 639

> 1 ( [ 4 ] باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله ) > > ش: لما بين المصنف رحمه الله الأمر الذي خلقت له الخليقة وفضله وهو التوحيد ، > وذكر الخوف من ضده الذي هو الشرك ، وأنه يوجب لصاحبه الخلود في النار ، نبه بهذه > الترجمة على أنه لا ينبغي لمن عرف ذلك أن يقتصر على نفسه كما يظن الجهال ؛ ويقولون: > اعمل بالحق واترك الناس وما يعنيك من الناس ، بل يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة > والمجادلة بالتي هي أحسن ، كما كان ذلك شأن المرسلين وأتباعهم إلى يوم الدين ، وكما > جرى للمصنف وأشباهه من أهل العلم والدين والصبر واليقين . > > وإذا أراد الدعوة إلى ذلك ، فليبدأ بالدعوة إلى التوحيد الذي هو معنى شهادة أن: لا إله إلا الله ، إذ لا تصح الأعمال إلا به فهو أصلها الذي تبنى عليه ، ومتى لم يوجد ، لم ينفع > العمل ، بل هو حابط ، إذ لا تصح العبادة مع الشرك ، كما قال تعالى: ^ ( ما كان للمشركين أن > يعمروا مسجد الله شهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم > خالدون ) ^ [ التوبة: 17 ] ولأن معرفة معنى هذه الشهادة هو أول واجب على العباد ، > فكان أول ما يبدأ به في الدعوة . > > قال: وقوله تعالى: ^ ( قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى ) ^ [ يوسف: > 108 ] . > > ش: قال ابن كثير: يقول تعالى لرسوله [ صلى الله عليه وسلم ] آمراً له أن يخبر الناس أن هذه سبيله ، أي: > طريقته وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من > ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] على بصيرة > وبرهان عقلي شرعي . > > وقوله: ( سبحان الله ) ، أي: وأنزه الله وأجل وأعظم عن أن يكون له شريك ونديد ، > تبارك وتعالى عن ذلك علواً كبيراً . > > قلت: فتبين وجه المطابقة بين الآية والترجمة . قيل: ويظهر ذلك إذا كان قوله: ( ومن > اتبعني ) عطفاً على الضمير في ( أدعو إلى الله ) فهو دليل على أن إتباعه هم الدعاة إلى الله > تعالى ، وإن كان عطفاً على الضمير المنفصل ، فهو صريح في أن اتباعه هم أهل البصيرة >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام