> ( [ 36 ] باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا ) > > قد ظن بعض الناس أن هذا الباب داخل في الرياء ، وأن هذا مجرد تكرير فأخطأ ، بل > المراد بهذا أن يعمل الإنسان عملاً صالحاً يريد به الدنيا كالذي يجاهد للقطيفة والخميلة ونحو > ذلك ، ولهذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم ، عبداً لذلك بخلاف المرائي ، فإنه إنما يعمل ليراه الناس > ويعظموه ، والذي يعمل لأجل الدراهم والقطيفة ونحو ذلك أعقل من المرائي ، لأن ذلك > عمل لدنيا يصيبها . والمرائي عمل لأجل المدح ، والجلالة في أعين الناس ، وكلاهما خاسر > نعوذ بالله من موجبات غضبه ، وأليم عقابه . > > قال: وقوله تعالى: ^ ( مَن كان يُريد الحيوة الدُّنيا وزينتها نُوفِ إِليهم أعملهم فيها ) ^ [ هود: > 15 ] . > > قال ابن عباس: ^ ( مَن كان يُريد الحيوة الدنيا ) ^ أي: ثوابها أي: مالها وزينتها نوف > إليهم: نوفر لهم ثواب أعمالهم بالصحة والسرور في الأهل والمال والولد ، وهم فيها لا > يبخسون لا ينقصون ، ثم نسختها ! 2 < من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد > 2 ! > [ الإسراء: 18 ] رواه النحاس في ' ناسخه ' وقوله: ثم نسختها ، أي: قيدتها أو خصصتها ، > فإن السلف كانوا يسمون التقييد والتخصيص نسخاً ، وإلا فالآية محكمة . وقال الضحاك: > من عمل صالحاً من أهل الإيمان من غير تقوى ، عجل له ثواب عمله في الدنيا ، واختاره > الفراء . > > قال ابن القيم: وهذا القول أرجح . ومعنى الآية على هذا: من كان يريد بعمله الحياة > الدنيا وزينتها . وقالت طائفة: هذه الآية في حق الكفار بدليل قوله: ! 2 < أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار > 2 ! [ هود: 16 ] أي: أنهم لم يعملوا إلا للحياة الدنيا وزينتها ! 2 < وحبط ما صنعوا فيها > 2 ! > > قال بعض المفسرين: أي: وحبط في الآخرة ما صنعوه ، أو صنيعهم يعني: لم يكن > لهم ثواب ، لأنهم لم يريدوا به الآخرة ، إنما أرادوا به الدنيا ، وقد وفى إليهم ما أرادوا > ! 2 < وبطل ما كانوا يعملون > 2 ! [ الأعراف: 139 ] أي: كان عمله في نفسه باطلاً ، لأنه لم يعمل >