> 36 ( [ 37 ] باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله ) > ( أو تحليل ما حرمه الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله ) > ش: لما كانت الطاعة من أنواع العبادة بل هي العبادة فإنها طاعة الله بامتثال ما أمر به > على ألسنة رسله عليهم السلام ، نبه المصنف رحمه الله تعالى بهذه الترجمة على وجوب > اختصاص الخالق تبارك وتعالى بها ، وأنه لا يطاع أحد من الخلق إلا حيث كانت طاعته > مندرجة تحت طاعة الله وإلا فلا تجب طاعة أحد من الخلق استقلالاً . والمقصود هنا الطاعة > الخاصة في تحريم الحلال أو تحليل الحرام ، فمن أطاع مخلوقاً في ذلك غير الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه > لا ينطق عن الهوى ، فهو مشرك كما بينه الله تعالى في قوله ^ ( اتخذوا أحبارهم > ورهبنهم ) ^ [ التوبة: 31 ] أي: علماءهم ^ ( أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما > أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً لا إله إلا هو سبحنه عما يشركون ) ^ وفسرها > النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتهم في تحريم الحلال ، وتحليل الحرام كما سيأتي في حديث عدي . > > فإن قيل: قد قال الله تعالى: ! 2 < أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم > 2 ! [ النساء: 59 ] > قيل: هم العلماء ، وقيل: هم الأمراء وهما روايتان عن أحمد . قال ابن القيم: والتحقيق بأن > الآية تعم الطائفتين . > > قيل: إنما تجب طاعتهم إذا أمروا بطاعة الله وطاعة رسوله ، فكان العلماء مبلغين لأمر > الله وأمر رسوله ، والأمراء منفذين له ، فحينئذ تجب طاعتهم تبعاً لطاعة الله ورسوله كما > قال صلى الله عليه وسلم: ' لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف ' . >