فهرس الكتاب
الصفحة 74 من 639

> ( [ 2 ] باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ) > > أي: ولا عذاب . وتحقيق التوحيد: هو معرفته ، والإطلاع على حقيقته ، والقيام بها علماً > وعملاً ، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفاً ، وإنابة وتوكلاً ، ودعاء وإخلاصاً > وإجلالاً وهيبة ، وتعظيماً وعبادة . وبالجملة فلا يكون في قلبه شيء لغير الله ، ولا إرادة لما حرم > الله ، ولا كراهة لما أمر الله ؟ وذلك هو حقيقة لا إله إلا الله ، فإن الإله هو المألوه المعبود . > > وما أحسن ما قال ابن القيم: > % ( فلواحدٍ كن واحداً في واحد % أعني سبيل الحق والإيمان ) % > > وذلك هو حقيقة الشهادتين ، فمن قام بهما على هذا الوجه فهو من السبعين ألفاً الذين > يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب . > > قوله: وقال تعالى: ! 2 < إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين > 2 ! > [ النحل: 120 ] مناسبة الآية للترجمة من جهة أن الله تعالى وصف إبراهيم عليه السلام في > هذه الآية بهذه الصفات الجليلة التي هي أعلى درجات تحقيق التوحيد ، ترغيباً في اتباعه في > التوحيد ، وتحقيق العبودية باتباع الأوامر ، وترك النواهي ، فمن اتبعه في ذلك ، فإنه يدخل > الجنة بغير حساب ولا عذاب كما يدخلها إبراهيم عليه السلام . > > الأولى: أنه كان أمة ، أي: قدوة وإماماً معلماً للخير ، وإماماً يقتدى روي معناه عن ابن > مسعود . وما كان كذلك إلا لتكميله مقام الصبر واليقين اللذين بهما تنال الإمام في الدين . > كما قال تعالى: ! 2 < وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون > 2 ! > [ السجدة: 24 ] > > الثانية: أنه كان قانتاً لله ، أي: خاشعاً مطيعاً ، دائماً على عبادته وطاعته كما قال شيخ الإسلام: القنوت في اللغة: دوام الطاعة . والمصلي إذا طال قيامه أو ركوعه أو سجوده ، > فهو قانت في ذلك كله . قال تعالى: ^ ( أَمن هُوَ قَنِتُ ءانَآءَ الَّيل سَاجِداً وَقَآئِماً يَحذَرُ الأَخِرةَ > وَيَرجُوا رَحَمَةَ رَبِهِ ) ^ [ الزمر: 9 ] فجعله قانتاً في حال السجود والقيام . انتهى . > > فوصفه في هاتين الصفتين بتحقيق العبودية في نفسه . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام