> أولاً: علماً وعملاً . > > وثانياً: دعوة وتعليماً واقتداء به ، وما كان يقتدي به إلا لعمله به في نفسه ، ووصفه في > الثانية بالاستقامة على ذلك كما قال تعالى: ^ ( وَمَن أَحَسَنُ قَولاً مِمَّن دَعَآ إِلى اللهِ وَعَمِل صَلحاً > وَقَالَ إِنَّنِى مَنَ المُسلِمِينَ * ) ^ [ فصلت: 33 ] فتضمنت العلم والعمل والاستقامة والدعوة . > > الدعوة الثالثة: أنهُ كان حنيفاً ، والحنف الميل ، أي: مائلاً منحرفاً قصداً عن الشرك كما > قال تعالى حكاية عنه: ! 2 < وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين > 2 ! [ الأنعام: 79 ] وقال تعالى: ^ ( فَأَقِمْ وَجَهكَ لِلدَينِ حَنِيفاً فِطَرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ > النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِينُ القَيّمُ ولَكِنَ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * ) ^ > [ الروم: 30 ] > > الرابعة: أنه ما كان من المشركين . أي: هو موحد خالص من شوائب الشرك مطلقاً ، > فنفى عنه الشرك على أبلغ وجوه النفي ، بحيث لا ينسب إليه شرك وإن قل ، تكذيباً لكفار > قريش في زعمهم أنهم على ملة إبراهيم عليه السلام . وقال المصنف في الكلام على هذه > الآية: ! 2 < إن إبراهيم كان أمة > 2 ! [ النحل: 120 ] لئلا يستوحش سالك الطرق من قلة > السالكين ! 2 < قانتا لله > 2 ! لا للملوك ولا للتجار المترفين ! 2 < حنيفا > 2 ! لا يميل يميناً ولا شمالاً > كفعل العلماء المفتونين ! 2 < ولم يك من المشركين > 2 ! خلافاً لمن كثر سوادهم وزعم أنه من > المسلمين . قلت: وهو من أحسن ما قيل في تفسير هذه الآية ، لكنه ينبه بالأدنى على > الأعلى . وقوله: لئلا يستوحش . تنبيه على بعض معنى الآية ، وهو المنفرد وحده في > الخير . وقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: ! 2 < إن إبراهيم كان أمة قانتا > 2 ! كان > على الإسلام ولم يكن في زمانه من قومه أحد على الإسلام غيره ، فلذلك قال الله: ! 2 < كان أمة قانتا > 2 ! ولا تنافي بينه وبين كلام ابن مسعود المتقدم . > > قوله: وقال ! 2 < والذين هم بربهم لا يشركون > 2 ! [ المؤمنون: 59 ] مناسبة الآية للترجمة > من جهة أن الله تعالى وصف المؤمنين السابقين إلى الجنات بصفات ، أعظمها الثناء عليهم > بأنهم بربهم لا يشركون ، أي: شيئاً من الشرك في وقت من الأوقات فإن الإيمان النافع > مطلقاً لا يوجد إلا بترك الشرك مطلقاً . ولما كان المؤمن قد يعرض له ما يقدح في إيمانه > من شرك جلي أو خفي ، نفى عنهم ذلك ، ومن كان كذلك فقد بلغ من تحقيق التوحيد > النهاية ، وفاز بأعظم التجارة ، ودخل الجنة بلا حساب ولا عذاب . > > قال ابن كثير: ! 2 < والذين هم بربهم لا يشركون > 2 ! [ المؤمنون: 59 ] أي: لا يعبدون معه > غيره ، بل يوحدونه ويعلمون أنه لا إله إلا الله أحد صمد ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً وأنه لا > نظير له . > > قال عن حُصين بن عبد الرحمن قال: كنتُ عند سعيد بن جُبير فقال: أيُّكُم رأَى >