> ( [ 11 ] باب: من الشرك النذر لغير الله ) > > ش: أي أنه من العبادة ، فيكون صرفه لغير الله شركاً ، فإذا نذر طاعة وجب عليه الوفاء > بها وهو عبادة ، وقربة إلى الله . ولهذا مدح الله الموفين به ، فإن نذر لمخلوق تقرباً إليه ليشفع > له عند الله ، ويكشف ضره ونحو ذلك فقد أشرك في عبادة الله تعالى غيره ضرورة ، كما أن > من صلى لله وصلى لغيره ، فقد أشرك ، كذلك هذا ، لقوله تعالى: ! 2 < يوفون بالنذر > 2 ! [ الإنسان: > 7 ] وجه الدلالة من الآية على الترجمة أن الله تعالى مدح الموفين بالنذر ، والله تعالى لا يمدح > إلا على فعل واجب أو مستحب ، أو ترك محرم ، لا يمدح على فعل المباح المجرد ، وذلك > هو العبادة ، فمن فعل ذلك لغير الله متقرباً إليه فقد أشرك . > > قال: وقوله: ! 2 < وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه > 2 ! [ البقرة: 270 ] . > > وجه الدلالة من الآية على الترجمة أن الله تعالى أخبر بأن ما أنفقناه من نفقة أو نذرناه > من نذر متقربين بذلك إليه أنه يعلمه ، ويجازينا عليه . فدل ذلك أنه عبادة . وبالضرورة يدري > كل مسلم أن من صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله فقد أشرك . > > قال ابن كثير: يخبر تعالى بأنه عالم بجميع ما يعمله العاملون من الخيرات من النفقات > والمنذورات . وتضمن ذلك مجازاته على ذلك أوفر الجزاء للعاملين لذلك ، ابتغاء وجهه ، > ورجاء موعوده . إذا علمت ذلك فهذه النذور الواقعة من عباد القبور وأشباههم لمن يعتقدون > فيه نفعاً أو ضراً فيتقرب إليه بالنذر ، ليقضي حاجته أو ليشفع له . كل ذلك شرك في العبادة ، > وهو شبيه بما ذكر الله عن المشركين في قوله: ^ ( وَجَعَلُواْ للهِ مِمَّا ذَرأَ مِنَ الْحَرثِ وَالأنْعَمِ > نَصِيباً فَقَالواْ هَذَا للهِ بِزَعْمِهِم وَهَذا لِشُركَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُركَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى > اللهِ وَمَا كَانَ للهِ فَهُو يَصِلُ إلى شُرَكَآئِهِم سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ * ) ^ [ الأنعام: 136 ] > روى ابن أبي حاتم في الآية . يعني: جعلوا لله جزءاً من الحرث ولشركائهم ولأوثانهم > جزءاً ، فما ذهبت به الريح مما سموا لله إلى جزء أوثانهم تركوه ، وقالوا: الله عن هذا غني ، > وما ذهبت به الريح من جزء أوثانهم إلى جزء الله أخذوه . وعباد القبور يجعلون لله جزءاً من >