> ( [ 47 ] باب: من هزل بشيء فيه ذكر الله ، > أو القرآن أو الرسول ) > > ش: أي: إنه يكفر بذلك لاستخفافه بجناب الربوبية والرسالة ، وذلك مناف للتوحيد . > ولهذا أجمع العلماء على كفر من فعل شيئاً من ذلك فمن استهزأ بالله ، أو بكتابه أو برسوله ، > أو بدينه ، كفر ولو هازلاً لم يقصد حقيقة الاستهزاء إجماعاً . > > قال: وقول الله تعالى: ^ ( وَلَئن سَألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب ) ^ [ التوبة: > 65 ] . > > ش: يقول تعالى مخاطباً لرسوله صلى الله عليه وسلم: ^ ( ولن سألتهم ) ^ أي سألت المنافقين الذين > تكلموا بكلمة الكفر استهزاء ! 2 < ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب > 2 ! أي: يعتذرون بأنهم لم > يقصدوا الاستهزاء والتكذيب ، إنما قصدوا الخوض في الحديث واللعب: ^ ( قل أبا لله وءايته > ورسوله كنتم تستهزءون ) ^ [ التوبة: 65 ] لم يعبأ باعتذارهم إما لأنهم كانوا كاذبين فيه ، وإما > لأن الاستهزاء على وجه الخوض واللعب لا يكون صاحبه معذوراً ، وعلى التقديرين فهذا > عذر باطل ، فإنهم أخطؤوا موقع الاستهزاء . وهل يجتمع الإيمان بالله ، وكتابه ، ورسوله ، > والاستهزاء بذلك في قلب ؟ ! بل ذلك عين الكفر ؟ ! فلذلك كان الجواب مع ما قبله ^ ( لا > تعتذروا قد كفرتم بعد إيمنكم ) ^ [ التوبة: 66 ] قال شيخ الإسلام: فقد أمره أن يقول: كفرتم > بعد إيمانكم . وقول من يقول: إنهم قد كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أولاً بقلوبهم لا > يصح ، لأن الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر . فلا يقال: قد كفرتم بعد إيمانكم > فإنهم لم يزالوا كافرين في نفس الأمر ، وإن أريد: إنكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان ، > فهم لم يظهروا ذلك إلا لخوضهم ، وهم مع خوضهم ما زالوا هكذا بل لما نافقوا وحذروا > أن تنزل عليهم سورة تبين ما في قلوبهم من النفاق وتكلموا بالاستهزاء ، أي: صاروا كافرين > بعد إيمانهم . ولا يدل اللفظ على أنهم ما زالوا منافقين إلى أن قال تعالى: ^ ( ولن سألتهم > ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ) ^ [ التوبة: 65 ] فاعترفوا ولهذا قيل: ! 2 < لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة > 2 ! [ التوبة: 66 ] فدل على أنهم لم يكونوا > عند أنفسهم قد أتوا كفراً ، بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر . فتبين أن الاستهزاء بآيات الله ورسوله