> ( [ 22 ] باب: ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبدون الأوثان ) > > ش: أراد المصنف بهذه الترجمة الرد على عباد القبور ، الذين يفعلون الشرك ويقولون: > إنه لا يقع في هذه الأمة المحمدية وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله . فبين في > هذا الباب من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، ما يدل على تنوع الشرك في هذه الأمة ورجوع > كثير منها إلى عبادة الأوثان ، وإن كانت طائفة منها لا تزال على الحق لا يضرهم من خذلهم > حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى . > > قال: وقوله تعالى: ^ ( ألم ترَ إِلى الذينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكتَبِ يُؤمِنُونَ بالجِبتِ > والطَغُوت ) ^ [ النساء: 51 ] > > ش: يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ! 2 < ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا > 2 ! . أي: أعطوا نصيباً أي: > حظاً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت . روى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: لما قدم > كعب بن الأشرف مكة قالت قريش: ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه ، يزعم أنه > خير منا ونحن أهل الحجيج ، أهل السدنة وأهل السقاية قال: أنتم خير ، قال فنزلت فيهم: > ! 2 < إن شانئك هو الأبتر > 2 ! [ الكوثر: 4 ] ونزل ( ألم ترَ إِلى الذينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكتَبِ يُؤمِنُونَ بالجِبتِ والطَغُوتِ وَيَقُولونَ للذينَ كَفَرُواْ هَؤلاء أَهدى مَن الذين ءامنوا > سبيلاً * أُؤلئك الذين لعنهم الله ومن يلعنِ اللهُ فَلن تجدَ لهُ نَصيراً * ) وروى ابن أبي حاتم > عن عكرمة قال: جاء حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة فقالوا لهم: أنتم أهل > الكتاب ، وأهل العلم فأخبرونا عنا وعن محمد فقال: ما أنتم وما محمد ؟ فقالوا: نحن نصل > الأرحام ، وننحر الكوماء ، ونسقي الماء على اللبن ، ونفكُ العَناة ، ونسقي الحجيج ، ومحمد > صنبور قطع أرحامنا ، واتبعه سراق الحجيج من غفار . فنحن خير أم هو ؟ فقالوا: أنتم خير > وأهدى سبيلاً فأنزل الله ( ألم ترَ إِلى الذينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الكتَبِ يُؤمِنُونَ بالجِبتِ والطَغُوتِ >