> ( [ 41 ] باب: قول الله ) > ^ ( فَلاَ تَجعلواْ لله أَنداداً وأَنتم تعلمُونَ ) [ البقرة: 22 ] > > اعلم أن من تحقيق التوحيد الاحتراز من الشرك بالله في الألفاظ ، وإن لم يقصد > المتكلم بها معنى لا يجوز ، بل ربما تجري على لسانه من غير قصد ، كمن يجري على > لسانه ألفاظ من أنواع الشرك الأصغر لا يقصدها . > > فإن قيل: الآية نزلت في الأكبر . > > قيل: السلف يحتجون بما أنزل في الأكبر على الأصغر ، كما فسرها ابن عباس ، وغيره > فيما ذكره المصنف عنه بأنواع من الشرك الأصغر ، وفسرها أيضاً بالشرك الأكبر ، وفسرها > غيره بشرط الطاعة ، وذلك لأن الكل شرك . ومعنى الآية: أن الله تبارك وتعالى نهى الناس > أن يجعلوا له أنداداً ، أي: أمثالاً في العبادة والطاعة ، وهم يعلمون أن الذي فعل تلك > الأفعال ، فهو ربهم وخالقهم ، وخالق من قبلهم ، وجاعل على الأرض فراشاً ، والسماء > بناء ، والذي أنزل من السماء ماء فأخرج به من أنواع الثمرات رزقاً لهم . فإذا كنتم تعلمون > ذلك فلا تجعلوا له أنداداً . قال ابن القيم: فتأمل هذه ، وشدة لزومها لتلك المقدمات قبلها ، > وظفر العقل بها بأول وهلة ، وخلوصها من كل شبهة وريب وقادح إذا كان الله وحده هو الذي > فعل هذه الأفعال ، فكيف تجعلون له أنداداً وقد علمتم أنه لا ند له يشاركه في فعله ؟ ! . > > قال المصنف: قال ابن عباس في الآية: ' الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على > صفاة سوداء في ظلمة الليل ، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلانة ، وحياتي . وتقول: لولا > كلبة هذا لأتانا اللُّصوص ، ولولا البَط في الدار لأتى اللصُوصُ ، وقول الرَّجُل لصاحبه: ما > شاء الله وشئت ، وقول الرجل: لولا الله وفلان ، لا تجعل فيها ' فلاناً ' هذا كله به شرك ' رواه > ابن أبي حاتم . >