> ( [ 28 ] باب: ما جاء في التنجيم ) > > المراد هنا ذكر ما يجوز من التنجيم وما لا يجوز وما ورد فيه من الوعيد . قال شيخ > الإسلام: التنجيم هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية . وقال الخطابي: > علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع > وستقع في مستقبل الزمان ، كأوقات هبوب الرياح ، ومجيء المطر ، وظهور الحر والبرد ، > وتغير الأسعار ، وما كان في معناها من الأمور التي يزعمون أنهم يدركون معرفتها بمسير > الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها ، ويدعون أن لها تأثيراً في السفليات ، وأنها تجري > على قضايا موجباتها ، وهذا منهم تحكم على الغيب ، وتعاطِ لعلم قد استأثر الله به لا يعلم > الغيب سواه . > > قلت: واعلم أن التنجيم على ثلاثة أقسام: أحدها: ما هو كفر بإجماع المسلمين ، وهو > القول بأن الموجودات في العالم السفلي مركبة على تأثير الكواكب والروحانيات ، وأن > الكواكب فاعلة مختارة وهذا كفر بإجماع المسلمين ، وهذا قول الصابئة المنجمين الذين > بعث إليهم إبراهيم الخليل عليه السلام ، ولهذا كانوا يعظمون الشمس والقمر والكواكب > تعظيماً يسجدون لها ويتذللون لها ويسبحونها تسابيح معروفة في كتبهم ، ويدعونها دعوات > لا تنبغي إلا لخالقها وفاطرها وحده لا شريك له ، ويبنون لكل كوكب هيكلا ، أي: موضعاً > لعبادته ويصورون فيه ذلك الكوكب ، ويتخذونه لعبادته وتعظيمه ، ويزعمون أن روحانية ذلك > الكوكب تنزل عليهم وتخاطبهم تقضي حوائجهم . وتلك الروحانيات هي الشياطين تنزلت > عليهم ، وخاطبتهم وقضت حوائجهم . وقد صنف بعض المتأخرين في هذا الشرك مصنفاً > وذكر صاحب ' التذكرة ' فيها . > > الثاني: الاستدلال على الحوادث الأرضية بمسير الكواكب واجتماعها وافتراقها ونحو > ذلك ، ويقول: إن ذلك بتقدير الله ومشيئته ، فلا ريب في تحريم ذلك ، واختلف المتأخرون > في تكفير القائل بذلك . وينبغي أن يقطع بكفره . لأنها دعوى لعلم الغيب الذي استأثر الله > تعالى بعلمه بما لا يدل عليه . >