> مع ذلك ويتوكل على الله ، وفيه الاعتراف بأن الطير خلق مسخر مملوك لله ، لا يأتي بخير ولا > يدفع شراً ، وأنه لا خير في الدنيا والآخرة إلا خير الله ، فكل خير فيهما فهو من الله تعالى > تفضلاً على عباده ، وإحساناً إليهم وأن الإلهية كلها لله ليس فيها لأحد من الملائكة والأنبياء > عليهم السلام شركة ، فضلاً عن أن يشرك فيها ما يراه ويسمعه مما يتشاءم به . > > قوله: من حديث الفضل بن العباس ' إنما الطيرَةُ ما أَمْضَاكَ أو رَدَّكَ ' > > ش: هذا الحديث رواه أحمد في ' المسند ' ولفظه حدثنا حماد بن خالد قال: ثنا ابن > علاثة عن مسلمة الجهني قال: سمعت يحدث عن الفضل بن عباس قال: خرجت مع > رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته فقلت: يا رسول الله تَطَيرتُ قال: > ' إنما الطِّيرةُ ما أَمضاكَ أو رَدكَ ' هكذا رواه أحمد وفي إسناده نظر . وقرأت بخط > المصنف: فيه رجل مختلف فيه ، وفيه انقطاع أي: بين مسلمة وبين الفضل وهو ابن > العباس بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأكبر ولد العباس . قال ابن معين: قتل يوم > اليرموك في عهد أبي بكر رضي الله عنه . وقال غيره: قتل يوم مرج الصفر ، سنة ثلاث > عشرة وهو ابن اثنتين وعشرين سنة . قال أبو داود: قتل بدمشق كان عليه درع النبي صلى الله عليه وسلم > وقال الواقدي وابن سعد: مات في طاعون عمواس . > > قوله: ' إنما الطيرةُ ما أَمضَاكَ أَو رَدَّكَ ' . هذا حد للطيرة المنهي عنها بأنها ما أوجب > للإنسان أن يمضي لما يريده ولو من الفأل ، فإن الفأل إنما يستحب لما فيه من البشارة > والملاءمة للنفس ، فأما أن يعتمد عليه ويمضي لأجله مع نسيان التوكل على الله ، فإن ذلك > من الطيرة . وكذلك إذا رأى أو سمع ما يكره فتشاءم به ورده عن حاجته ، فإن ذلك أيضاً من > الطيرة . >