> ( بسم الله الرحمن الرحيم ) > > الحمد لله الذي رضي الإسلام للمؤمنين ديناً ، ونصب الأدلة على صحته وبينها تبييناً ، > وغرس التوحيد في قلوبهم ، فأثمرت بإخلاصه فنوناً ، وأعلنهم على طاعته هداية منه وكفى > بربك هادياً ومعيناً . > > و ^ ( الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شرك في الملك ولم يكن له ولىّ من الذل وكبره > تكبيرا ) ^ [ الإسراء: 111 ] ! 2 < وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا > 2 ! > [ الفرقان: 54 - 55 ] . > > وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته ، تعالى عن ذلك علواً > كبيراً ، ^ ( الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فسئل > به خبيراً ) ^ [ الفرقان: 59 ] . > > وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بالحق شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله > بإذنه وسراجاً منيراً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً . > > أما بعد ، فهذا شرح لكتاب ' التوحيد ' - وافٍ إن شاء الله تعالى بالتنبيه على بعض ما > تضمنه من بيان أنواع التوحيد ، إذ هو المقصود بالأصالة هنا ، ولم أخله أيضاً من التنبيه على > بعض ما يتضمنه من غير ذلك ، إلا أن الأولى بنا هو بيان ما وضع لأجله الكتاب لعموم > الضرر والفساد الواقع من مخالفة ما فيه . > > والأصل في ذلك هو الإعراض عن الهدى والنور الذي أنزله الله تعالى على رسوله > محمد [ صلى الله عليه وسلم ] من الكتاب والحكمة ، والاستغناء عن ذلك بمتابعة الآباء والأهواء والعادات > المخالفة لذلك . > > ولهذا كرر الله تعالى الأمر بمتابعة الكتاب والسنة في مواضع كثيرة من القرآن ، وضرب > الأمثال لذلك ، وأكده وتوعد على الإعراض عنه ، وما ذاك إلا لشدة الحاجة ، بل الضرورة > إلى ذلك فوق كل ضرورة ، فإنه لا صلاح للعبد ولا فلاح ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا > بذلك ، ومتى لم يحصل ذلك للعبد فهو ميت . >