> الثواب ، فدعى إلى الله ليلا ونهارا ، وسرا وجهارا ، وقام بأمر الله في الدعوة > إليه ، وما حابى أحدا ولا دارى ، فعظم على الأكثرين وأنفوا استكبارا ، > ولم يثنه ذلك عن أمر الله حتى قيض الله له أعوانا وأنصارا ، فرفعوا ألويته وأعلامه > حتى انتشرت في الخافقين انتشارا . > > وصنف رحمه الله تعالى التصانيف في توحيد الأنبياء والمرسلين ، والرد على > من خالفه من المشركين ، ومن جملتها كتاب ' التوحيد ' وهو كتاب فرد > في معناه ، لم يسبقه إليه سابق ، ولا لحقه فيه لاحق ، وهو الذي قصدت الكلام > عليه أن شاء الله تعالى ، وإن كنت لست ممن يتصدى لهذا الشأن ، ولكن لما > رأيت الكتاب لم يتعرض للكلام عليه أحد يعتد به ، ورأيت تشوق الطلبة > والأخوان إلى شرح يفي ببعض ما فيه من المقاصد ، أحببت أن أسعفهم بمرادهم > على حسب طاقتي ، ' والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ' . > > ولذلك ، يسر الله الكلام عليه ، ومن به من عنده وحده لا شريك له بحوله وقوته ، لا بحولي وقوتي ، فناسب أن يسمى: > ' تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ' . > > وحيث أطلقت شيخ الإسلام ، فالمراد به الإمام أبو العباس ابن تيمية ، والحافظ > فالمراد به أبو الفضل ابن حجر العسقلاني ، صاحب ' فتح الباري ' وغيره رحمهما > الله تعالى ، واسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ، وسببا للفوز > بجنات النعيم ، إنه جواد كريم ، رؤوف رحيم . > >