فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 639

> فلان ، وهو أعلم منا ومنكم ، فاعتبروا يا أولي الإيمان . عمدوا إلى قبور الأنبياء > والصالحين ، فبنوا عليها البنيان ، ونقشوا سقوفها والحيطان ، وحلوها بالغالي > من الأثمان ، وألبسوا ألوان الستور الحسان ، وجعلوا لها السدنة والخدام ، > فعل عباد الأوثان والصلبان ، وذبحوا ونذروا لمن فيها ، وقربوا لهم القربان ، > وقالوا: هؤلاء شفعاؤنا في كشف الكروب وغفران الذنوب ودخول الجنان . > > فبالله صف لي شرك المشركين ، هل هو بعينه إلا هذا كما نطق به القرآن > في سورة يونس ، والزمر ، وغيرهما من محكمات الفرقان . وإن غرك أن الأكثر > عليه فقد حكم الله بأنهم أضل سبيلا من الإنعام ، إذا ستبدلوا الشرك بالتوحيد ، > والضلال بالهدى ، والكفر بالإسلام ، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه فهو > السلام . أو غرك أن بعض من تعظمه قد رأى شيئا من هذا أو قاله ، فالخطأ > جائز على من سوى الرسول من الأنام . فعليك بالرجوع إلى العصمة لذي لا سبيل إلى > تطرق الخطأ إليه ، وهو كلام ذي الجلال والإكرام ، وسنة رسوله عليه أفضل > الصلاة والسلام ، مع ما قاله العلماء الأعلام ، الذين نطقوا بكلمة التوحيد > وحققوها بالأعمال والكلام . ولم يزل الحال على ما وصفنا لك من الأمور العظام > منتشرا في أهل البلدان المنتسبين إلى الإسلام ، المارقين منه كما تمرق الرمية من > السهام ، إلى أن أراد الله إزالة تلك الظلمات ، وكشف البدع والضلالات ، > ونفي الشبهات والجهالات ، وتصدق بشارة رسول رب الأرض والسموات ، > في قوله صلى الله عليه وسلم: ' إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من > يجدد لها دينها ' رواه أبو داود والحاكم ، والبيهقي في ' المعرفة ' وإسناده صحيح > علي يدي من أقامه هذا المقام ، ومنحه جزيل الفضل والإنعام ، أعني به الشيخ > الإمام خلف السلف الكرام ، المتبع لهدي سيد الأنام ، المنافح عن دين الله في كل > مقام ، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، أحسن الله له المآب ، وضاعف له >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام