> ( [ 21 ] باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد ) > ( وسده كل طريق يوصل إلى الشرك ) > الجناب: هو الجانب . واعلم أن في الأبواب المتقدمة شيئاً من حمايته صلى الله عليه وسلم لجناب > التوحيد ، ولكن أراد المصنف هنا بيان حمايته الخاصة . ولقد بالغ صلى الله عليه وسلم ، وحذر ، وأنذر وأبدأ > وأعاد ، وخص وعم في حماية الحنيفية السمحة التي بعثه الله بها ، فهي حنيفية في التوحيد . > سمحة في العمل ، كما قال بعض العلماء: هي أشد الشرائع في التوحيد والإبعاد عن الشرك ، > وأسمح الشرائع في العمل . > > قال: وقوله تعالى: ! 2 < لقد جاءكم رسول من أنفسكم > 2 ! [ التوبة: 128 ] . > ش: قال: ' لقد جاءكم رسول ' هذا خطاب من الله تعالى للعرب في قول الجمهور ، > وهذا على جهة تعديده نعمه عليهم ، إذ جاءهم بلسانهم ، وبما يفهمونه من الأغراض > والفصاحة ، وشرفوا به أبد الآبدين . > > وقوله: ' رسول ' ، أي: رسول عظيم أرسله الله إليكم من أنفسكم ، أي: ترجعون معه > إلى نفس واحدة ، لأنه وأنتم من أب قريب ، كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال: > ^ ( رَبَنا وابعث فِيهم رَسُولا مِنهم يتلُواْ عليهم ءايتك ويُعلمُهُمُ الكتب والحِكمة ويزكيهم إِنكَ أَنتَ > العزيزُ الحكيم * ) ^ [ البقرة: 129 ] وذلك أقرب وأسرع إلى فهم الحجة ، وأبعد من المحْكِ > واللجاجة ، وهذا يقتضي مدحا لنسب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه من صميم العرب . > > قال جعفر بن محمد في قوله: ! 2 < من أنفسكم > 2 ! قال: لم يصبه شيء من ولادة > الجاهلية . > > وقوله: ( عزيز عليه ) أي: شديد عليه جداً ما عنتم ، أي: عنتكم وهو لحاق الأذى > الذي يضيق به الصدر ، ولا يهتدي للمخرج ، وهي هنا لفظ عام أي: ما شق عليكم من > كفر ، وضلال ، وقتل ، وأسر وامتحان ، بسبب الحق ، و ' ما ' مصدرية وهي مبتدأ ، و ' عزيز ' > خبر مقدم ، ويجوز أن يكون ' ما عنتم ' فاعلاً ب ' عزيز ' و ' عزيز ' صفة للرسول ، وهذا > أصوب . > > وقوله: ( حريص عليكم ) أي: بليغ الحرص عليكم ، أي: على نفعكم وإيمانكم >