> ( [ 27 ] باب: ما جاء في التطير ) > > مصدر تطِير يتطير والطيرة أيضاً - بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن - مصدر تطير ، > يقال: تطير طيرة وتخير خيرة ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما ، وأصله فيما يقال: > التطير بالسوانح ، والبَوَارح من الطير والظباء وغيرهما ، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم . > فإذا أرادوا أمراً ، فإن رأوا الطير مثلاً طار يمنة ، تيمنوا به ، وإن طار يسرة ، تشاءموا به ، فنفاه > الشرع وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر . قال المدائني: > سألت رؤبة بن العجاج ما السَّانح ؟ قال: ما ولاك ميامنه قلت: فما البارح ؟ قال: ما ولاك > مياسره . قال والذي يجيء من أمامك فهو الناطح والنطيح ، والذي يجيء من خلفك هو > القاعد والقعيد . ولما كانت الطيرة باباً من الشرك منافياً للتوحيد أو لكماله ، لأنها من إلقاء > الشياطين وتخويفه ووسوسته ، ذكره المصنف في كتاب ' التوحيد ' تحذيراً منها وإرشاداً إلى > كمال التوحيد بالتوكل على الله . واعلم أن ما كان معتنياً بها قابلاً بها كانت إليه أسرع من > السيل إلى منحدره ، وتفتحت له أبواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويعطاه ، ويفتح له > الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة في اللفظ والمعنى ما يفسد عليه دينه ، وينكد > عليه عيشه ، فالواجب على العبد التوكل على الله ، ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يمضي > لشأنه ، لا يرده شيء من الطيرة عن حاجته ، فيدخل في الشرك . > > قال: وقول الله تعالى: ^ ( أَلاَ إِنَّما طَئرهُم عِند الله ولكن أَكثرَهُم لاَ يعلمُون ) ^ [ الأعراف: > 131 ] . > > ش: أول الآية قوله تعالى: ! 2 < فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه > 2 ! الآية . المعنى أن آل فرعون إذا أصابتهم الحسنة ، أي: الخصب والسعة > والعافية على ما فسره مجاهد وغيره قالوا: لنا هذه ، أي: نحن الجديرون الحقيقون به ، > ونحن أهله وإن تصبهم سيئة ، أي: بلاء وضيق وقحط يطيروا بموسى ومن معه فيقولون: > هذا بسبب موسى وأصحابه أصابنا بشؤمهم كما يقوله المتطير لمن يتطير به . فأخبر سبحانه > أن طائرهم عنده فقال: ألا إنما طائرهم عند الله . قال ابن عباس: طائرهم ما قضي عليهم > وقدر لهم وفي رواية ذكرها ابن جرير عنه قال: الأمر من قبل الله ، وفي رواية شؤمهم عند >