فهرس الكتاب
الصفحة 168 من 639

> ( [ 13 ] باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره ) > > ش: قال شيخ الإسلام: الاستغاثة هي طلب الغوث ، وهو إزالة الشدة كالاستنصار > طلب النصر ، والاستعانة طلب العون . وقال غيره: الفرق بين الاستغاثة والدعاء: أن > الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب كما قال تعالى: ^ ( فاستغثه الذي من شيعته على الذي من > عدوه ) ^ [ القصص: 15 ] وقال: ! 2 < إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم > 2 ! [ الأنفال: 9 ] > والدعاء أعم من الاستغاثة لأنه يكون من المكروب وغيره ، فعلى هذا عطف الدعاء على > الاستغاثة من عطف العام على الخاص . وقال أبو السعادات: الإغاثة: الإعانة ، فعلى هذا > تكون الاستغاثة هي الاستعانة . ولا ريب أن من استغاثك فأغثته فقد أعنته ، إلا أن لفظ > الاستغاثة مخصوص بطلب العون في حالة الشدة ، بخلاف الاستعانة . وقوله: أو يدعو > غيره . المراد بالدعاء هنا . هو دعاء المسألة فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، فإن ذلك شرك > لما سيذكره المصنف من الآيات . > > واعلم أن الدعاء نوعان: دعاء عبادة ، ودعاء مسألة كما حققه غير واحد منهم: شيخ > الإسلام وابن القيم وغيرهما ، ويراد به في القرآن هذا تارة ، وهذا تارة ، ويراد به > مجموعهما ، وهما متلازمان . فدعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضر ، فالمعبود لا بد أن يكون مالكاً للنفع والضر ، ولهذا أنكر الله تعالى على من عبد > من دونه ما لا يملك ضراً ولا نفعاً كقوله: ^ ( قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً > ولا نفعاً و الله هو السميع العليم ) ^ [ المائدة: 76 ] وقوله: ! 2 < ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله > 2 ! [ يونس: 18 ] وذلك كثير في القرآن > يبين أن المعبود لا بد وأن يكون مالكاً للنفع والضر ، فهو يدعى للنفع والضر دعاء المسألة ، > ويدعى خوفاً ورجاء دعاء العبادة ، فعلم أن النوعين متلازمان . فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء > المسألة ، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة . > > وبهذا التحقيق يندفع عنك ما يقوله عباد القبور إذ احتج عليهم بما ذكر الله في القرآن > من الأمر بإخلاص الدعاء له . قالوا: المراد به العبادة ، فيقولون في مثل قوله تعالى: ^ ( وأن >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام