فهرس الكتاب
الصفحة 508 من 639

> ( [ 44 ] باب: من سب الدهر فقد آذى الله ) > > ش: مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة ، لأن سب الدهر يتضمن الشرك كما > سيأتي بيانه . ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره ، وضعف أثره من الشرك والمكروه . > ذكره الخطابي . قال شيخ الإسلام: وهو كما قال . وهذا بخلاف الضرر ، فقد أخبر سبحانه > أن العباد لا يضرونه كما قال تعالى: ^ ( ولا يحزنك الذين يسرعون في الكفر إنهم لن يضروا الله > شيئاً ) ^ [ ال عمران: 176 ] فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه ، لكن يؤذونه ، إذا سبوا مقلب > الأمور . > وقال وقول الله تعالى ! 2 < وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر > 2 ! > [ الجاثية: 24 ] . > > ش: قال ابن كثير: يخبر تعالى عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي > العرب في إنكار المعاد ! 2 < وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا > 2 ! قال ابن جرير: أي: ما حياة إلا حياتنا > التي نحن فيها ، ولا حياة سواها تكذيباً منهم بالبعث بعد الموت ! 2 < نموت ونحيا > 2 ! قال ابن كثير: > أي: يموت قوم ويعيش آخرون ، وما ثم معاد ولا قيامة . وهذا يقوله مشركوا العرب > المنكرون للمعاد ، وتقوله الفلاسفة الإلهيون منهم ، وهم ينكرون البدأة والرجعة ، وتقوله > الفلاسفة الدورية المنكرون للصانع ، المعتقدون أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل > شيء إلى ما كان عليه . فزعموا ان هذا قد تكرر مرات لا تتناهى ، فكابروا العقول وكذبوا > المنقول ، ولهذا قالوا: ! 2 < وما يهلكنا إلا الدهر > 2 ! . قال ابن جرير: أي: ما يهلكنا فيفنينا إلا مر > الليالي والأيام ، وطول العمر إنكاراً منهم ان يكون لهم رب يفنيهم ويهلكهم . ثم روى بإسناد > على شرط ' الصحيحين ' عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: كان أهل الجاهلية يقولون: إنما > يهلكنا الليل والنهار ، وهو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا ، فقال الله في كتابه: ! 2 < وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا > 2 ! قال فيسبون الدهر فقال الله تبارك وتعالى: ' يؤذيني ابن آدم يسب > الدهر ، وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ' . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام