فهرس الكتاب
الصفحة 141 من 639

> ( [ 9 ] باب: ما جاء في الذبح لغير الله ) > > أي: من الوعيد ، وهل يكون شركاً أم لا ؟ > > قال: وقول الله تعالى ! 2 < قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين > 2 ! [ الأنعام: 162 - 163 ] . > ش: قال ابن كثير: يأمره تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ، ويذبحون > لغير اسمه وحده لا شريك له ، وهذا كقوله: ! 2 < فصل لربك وانحر > 2 ! [ الكوثر: 2 ] . أي: > أخلص له صلاتك وذبيحتك ، فإن المشركين يعبدون الأصنام ، ويذبحون لها ، فأمر الله > بمخالفتهم ، والانحراف عما هم فيه ، والإقبال بالقصد والنية ، والعزم على الإخلاص لله > تعالى . قال مجاهد في قوله: ! 2 < صلاتي ونسكي > 2 ! قال: النسك الذبح في الحج والعمرة ، > وقال النووي عن السدي عن سعيد بن جبير: ونسكي: ذبحي ، وكذا قال الضحاك . وقال > غيره: ومحياي ومماتي ، أي: وما آتيه في حياتي ، وأموت عليه من الإيمان والعمل الصالح > لله رب العالمين خالصة لوجهه ، لا شريك له ، وبذلك من الإخلاص أمرت ، وأنا أول > المسلمين ، لأن إسلام كل نبي متقدم لإسلام أمته كما قال قتادة: وأنا أول المسلمين أي: > من هذه الأمة . قال ابن كثير: وهو كما قال ، فإن جميع الأنبياء قبله كلهم كانت دعوتهم إلى > الإسلام ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له . كما قال تعالى: ! 2 < وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون > 2 ! [ الأنبياء: 25 ] وأخبر تعالى عن نوح عليه > السلام أنه قال لقومه: ! 2 < فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين > 2 ! [ يونس: 72 ] وذكرت آيات في هذا المعنى . > > قلت: وفي الآية دلائل متعددة على أن الذبح لغير الله شرك ، كما هو بيّن عند التأمل ، > وفيها بيان العبادة ، وأن التوحيد مناف للشرك مضاد له . > > قال: وقوله: ! 2 < فصل لربك وانحر > 2 ! قال شيخ الإسلام أمره الله أن يجمع بين > هاتين العبادتين ، وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والافتقار ، وحسن > الظن ، وقوة اليقين ، وطمأنينة القلب إلى الله ، وإلى عدته ، عكس حال أهل الكبر والنفرة ، >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام