فهرس الكتاب
الصفحة 563 من 639

> 55 ( [ 56 ] باب: ما جاء في اللو ) > > اعلم أن من كمال التوحيد الاستسلام للقضاء والقدر رضا بالله رباً فإن هذا من جنس > المصائب ، والعبد مأمور عند المصائب بالصبر والإرجاع والتوبة . وقول ' لو ' لا يجدي عليه > إلا الحزن والتحسر مع ما يخاف توحيده من نوع المعاندة للقدر الذي لا يكاد يسلم منها من > وقع منه هذا إلا ما شاء الله ، فهذا وجه إيراده هذا الباب في التوحيد . > > قال: وقول الله تعالى: ^ ( يَقُولونَ لَو كَانَ لنا من الأمرِ شَيءٌ مَا قُتلنا هَهُنَا ) ^ [ آل عمران: > 154 ] . > > ش: قال ابن كثير: فسر ما أخفوه في أنفسهم بقوله: ^ ( يَقولونَ لَو كانَ لنا مِن الأَمرِ > شَيءٌ مَّا قَتلنا هَهُنا ) ^ أي: يسرون هذه المقالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . > > قال ابن إسحاق: حدثني يحيى بن [ عباد ] بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن > عبد الله بن الزبير قال: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا: أرسل > الله علينا النوم ، فما منا رجُل إلا ذَقنَه في صَدرهِ فوالله إني لأسمعُ قول معتب بن > قشير ما أسمعه إلا كالحلم ^ ( لَو كانَ لنا مِن الأَمرِ شَيءٌ مَّا قَتلنا هَهُنا ) ^ فحفظتُها منه ، وفي > ذلك أنزَل اللهُ عز وجل ^ ( يَقولونَ لَو كانَ لنا مِن الأَمرِ شَيءٌ مَّا قَتلنا هَهُنا ) ^ . لقول معتب . > رواه ابن أبي حاتم . قال الله تعالى: ! 2 < قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم > 2 ! أي: هذا قدر مقدر من الله عز وجل ، وحكم حتم لازم لا محيد عنه ولا > مناص منه . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام