فهرس الكتاب
الصفحة 564 من 639

> > قلت: فتبين وجه إيراد المصنف الآية على الترجمة ، لأن قول ' لو ' في الأمور المقدرة > من كلام المنافقين ، ولهذا رد الله عليهم ذلك بأن هذا قدر ، فمن كتب عليه شيء فلا بد أن > يناله ، فماذا يغني عنكم قول ' لو ' و ' ليت ' إلا الحسرة والندامة ؟ ! فالواجب عليكم في هذه > الحالة الإيمان بالله والتعزي بقدره مع ما ترجون من حسن ثوابه ، وفي ذلك عين الفلاح لكم > في الدنيا والآخرة ، بل يصل الأمر إلى أن تنقلب المخاوف أماناً والأحزان سروراً وفرحاً كما > قال عمر بن عبد العزيز: أصبحت وما لي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر . > > قال: وقوله تعالى: ! 2 < الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا > 2 ! [ آل عمران: 168 ] . > > ش: روى ابن جرير عن السدي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في ألف رجل ، > وقد وعدهم الفتح إن صبروا ، فلما خرجوا رجع عبد الله بن أبي في ثلاثمائة ، فتبعهم أبو > جابر السلمي يدعوهم ، فلما غلبوه وقالوا له: ما نعلم قتالاً ولئن أطعتنا لترجعن معنا فنزل > ! 2 < الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا > 2 ! [ آل عمران: 168 ] . > > وعن ابن جريج في الآية: قال: هو عبد الله بن أبي ! 2 < الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا > 2 ! > الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، يوم أحد . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم . > > فعلى هذا إخوانهم هم المسلمون المجاهدون ، وسموا إخوانهم لموافقتهم في الظاهر . > وقيل: إخوانهم في النسب لا في الدين ! 2 < لو أطاعونا ما قتلوا > 2 ! قال ابن كثير: لو سمعوا > مشورتنا عليهم في القعود ، وعدم الخروج ما قتلوا مع من قتل قال الله تعالى: ^ ( فَادرَءُواْ عَنْ > أَنفسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُم صَدقينَ ) ^ أي: إن كان القعود يسلم به الشخص من القتل والموت > فينبغي أنكم لا تموتون ، والموت لا بد آت إليكم ولو كنتم في بروج مشيدة . فادفعوا عن > أنفسكم الموت إن كنتم صادقين . > > قال مجاهد: عن جابر بن عبد الله نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي . > > قلت: وكان أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم أحد بعدم الخروج ، فلما قدر الله الأمر قال > ذلك تصويباً لرأيه ، ورفعاً لشأنه فرد الله عليه وعلى أمثاله ( قُل فَادرَءُواْ عَنْ أَنفسِكُمُ الْمَوْتَ إِن > كُنتُم صَدقينَ ) ^ فلا تعذرون عن ذلك . فعلم أن ذلك بقضاء الله وقدره أي: يستوي الذي في > وسط الصفوف والذي في البروج المشيدة في القتل والموت . بل ^ ( لو كُنتُم في بُيُوتِكمُ لَبَرزَ > الذين كُتِبَ عَليهمُ القَتَلُ إِلى مَضَاجِعِهِم ) ^ [ آل عمران: 154 ] فلا ينجي حذر من قدر . وفي > ضمن ذلك قول ' لو ' ونحوه في مثل هذا المقام ؛ لأن ذلك لا يجدي شيئاً ، إذ المقدر قد > وقع فلا سبيل إلى دفعه أبداً ^ ( واصبِر لِحُكم رَبِكَ فإنك بِأعُيننا ) [ الطور: 48 ] . > > قال: في ' الصحيح ' عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ' احرص على > ما ينفعك ، واستعن بالله ، ولا تعجز . وإن أَصابكَ شيءُ فلا تَقُل: لَو أَني فَعلْتُ لكان كَذا >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام