> 33 ( [ 34 ] باب: من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله ) > > لما كان ببديع حكمته ، ولطيف رحمته ، قضى أن يبتلي النوع الإنساني بالأوامر > والنواهي والمصائب التي قدرها عليهم ، أمرهم بالصبر على ذلك ، وافترضه عليهم تسلية > لهم وتقوية على ذلك ، ووعدهم عليه الثواب بغير حساب كما قال: ^ ( إِنَّمَا يُوفى الصَبِرونَ أَجرَهُم > بِغَيرِ حِسابٍ ) ^ [ الزمر: 10 ] فعلى هذا يكون الصبر ثلاثة أنواع: صبر على المأمور ، وصبر عن > المحظور ، وصبر على المقدور ، ويشملها قوله تعالى: ^ ( والَّذين صَبَرُواْ ابتغآء وَجِهِ رَبِهم ) ^ > [ الرعد: 22 ] وقوله تعالى: ! 2 < الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون > 2 ! [ النحل: 42 ] ولما كان > الصبر لا يحصل إلا بالله كما قال: ! 2 < واصبر وما صبرك إلا بالله > 2 ! [ النحل: 127 ] أرشد تبارك > وتعالى إلى الجمع بينهما . وقال تعالى: ! 2 < واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا > 2 ! [ الطور: 48 ] قال الإمام > أحمد: ذكر الله الصبر في تسعين موضعاً وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' والصبرُ ضياءٌ ' رواه أحمد ومسلم . > > وقال عليه السلام: ' ما أُعطي أحد عطاءَ خيراً وأَوسعَ منَ الصبر ' رواه البخاري > ومسلم . >